وراءك اليوم عن لهوي وعن طربي

وراءكِ اليوم عن لهوي وعن طرَبي

فإن قلبيَ أمسى كعبةَ النوبِ

لا تطمعي في وصالي إنَّ لي كبداً

تهوى وصال العُلى لا الخُرَّد العرُب

أبعدَ حفظي لأسباب العُلى زمناً

أضيعها لك بين اللهو واللعب

ما بتُّ مستمطراً من مقلتي جزعاً

نوء المدامع بين النؤى والطنب

قدحُ الأسى البرق والرعد الحنين وأن

فاسي الجنوبُ ودمعي ديمةُ السحب

ولا صبا أبداً قلبي لغانيةٍ

إذ ليسَ في حُسنها شغلي ولا أربي

في السُمر لا السُمر معقودٌ هوايَ ولل

بيضِ الظُبا ليس للبيض الظِبا طرَبي

وما عشقتُ سوى بكر العُلى أبداً

ولستُ أخطبها إلاَّ بذي شُطَب

وطالما صرفُ هذا الدهر قلَّبني

فلم يكن لسوى العلياء منقلبي

ما ضرَّني بين قومٍ خفضَ منزلتي

ومنزلي فوق هام السبعة الشهُب

وحسب نفسي وإن أصبحت ذا عُدمٍ

من ثروةٍ أنَّني مُثر من الأدب

ولست آسي على عُمرٍ أطايبه

أنفقتها في ابتغاء المجد في الكُرَب

يأسى على العمر من باتت تقلِّبُه

في مطرح الذلِّ كفُّ الخوف والرهب

لم يسرق الدهرُ لي فضلاً ولا شرفاً

وما ادِّعائي العُلى والمجد بالكذب

وإنَّها لمساعٍ لا نظيرَ لها

ورثتها عن أبٍ من هاشم فأب

من معشرٍ عقدوا قِدماً مآزرهم

على العفاف وكانوا أنجب العرب

والأرض لم تبقَ منها بقعةٌ أبداً

إلاَّ سقوها برقراق الدم السرب

حتفُ الحُماة ومقدام السراة له

في الروع سطوة هجّام على النوَب

محضُ الضريبة مغوارُ الكتيبة مح

مودُ النقيبة يوم السبق والغَلب

في كفّه مرهفٌ ماضي المضارب في

يوم القراع تراه ساطع اللهب

يمضي ولم يعتلق في شفرتيه دمٌ

من سرعة القطعِ يوم الروع والرهب

في موقفٍ بين أنياب الحمام به الآ

سادُ لم تنجُ بالإِقدام والهرب

أعيا المنيَّة حتَّى أنَّها سئمتْ

قبض النفوس به من شدَّة التعب