يا أبا الفضل كلما قلت شعرا

يا أبا الفضل كلَّما قلتَ شعرا

فيه أودعتَ من بيانك سحرا

وإذا ما بعثتَ غائصَ فكرٍ

في بحور القريض أبرزتَ درَّا

كم تعاطيتَ غايةً جئتَ فيها

سابق الحلبتين نظماً ونثرا

لكَ حرٌّ من النظامِ رقيقٌ

ورقيق النظام ما كانَ حرَّا

إن تصفَّحته تجد كلَّ شطرٍ

فيه يحوي من المحاسن شطرا

لفَّ في نشره بديع القوافي

ببديع ترويه لفًّا ونشرا

كلِمٌ كلّه سبائكُ تبرٍ

ما سبكنَ الأفكار شرواه تبرا

صغته باهرَ المعاني فقلنا

إنَّ للهِ في معانيك سرَّا

قد تجلَّى بدرُ نظمك عصرٌ

جئتَ فرداً به فناهيكَ عصرا

وهدت قالة القريض نجومٌ

طلعت في سماءِ طرسكَ زُهرا

ذكرتنا ذكرى حبيبٍ فقلنا

إنَّ في هذه القوافي لذكرى

وسقتنا غيث الوليد فقلنا

أنت بالانسجام يا غيث أحرى

وتلت مُعجزاً لأحمد يدعو

مَن وعاه آمنتُ سرًّا وجهرا

فاجتنينا للأُنسِ زهرة روضٍ

واجتلينا كالشمس عذراء بكرا

ينثني العقلُ حين تتلى كأَنَّ ال

لفظ كأسٌ والسمع يرتاح سكرا

فأرى الخضر أنت لكن لديه

عين ماء الحياة تنبع خمرا

هي آياتُ مرسلٍ بالقوافي

ربُّها قد أحاطَ بالنظم خبرا

قد قرأنا عزائم الشعر منها

وسجدنا لله حمداً وشكرا