ليلة سقوط المواطن

“أحمد حسين الجعفي”

كم كنتَ غبيّاً

يا “جُعفيُّ”..

وأغبى الناس هم الشعراءْ

حتى صاحبك الحلبيّ

“عليّ بن أبي الهيجاءْ”

لم يحزن حين اغتالوكَ

ولم تبكِ عليكَ الشهباءْ!

بل سهرت تلكَ الليلةَ،

حتى الفجر..

وغنّت..

رقصت..

شربت حدّ الإعياءْ!!

ياما حذّرناك من الأوهامْ!!

ياما قلنا لكَ:

لا تأمن “للملعون أبوها”

الأيامْ!

لكنّك لا تسمعُ

إلا صوتك أنت،

ولست ترى غيركَ،

في أحلام اليقظاتِ،

وفي يقظاتِ الأحلامْ!!

وعدتكَ الدنيا،

بأبٍ من ذهبٍ،

لو أنكرتَ أباكَ..

فأنكرتَ جميعَ الآباءْ!

وتنكّرتَ لأجمل مَن في الكوفةِ،

سقّائيها البسطاء،

وحراثيها الفقراء،

و”جعفيّيها” المعتزّين

بأنك منهم،

والمنتظرين رجوعك

صبحَ مساءْ!

ما أتفهَ (يا جُعفيُّ) طموحَك..

ما أصغر ما يتمنّاهُ

أميرٌ مثلكَ..

يملكُ ما لا يملكهُ الأمراء!؟

من كان سيعرفُ

لولا شعرُكَ

“بدراً”

أو.. “كافوراً”،

أو.. حتى صاحبَكَ “ابن أبي الهيجاءْ”!؟

خيرٌ من كلِّ ولايات الدنيا،

(يا جُعفيُّ)

قصائدُك العصماءْ

لكن:

خيرٌ منك، ومنها

ذاك الجُعفيُّ، الكوفيُّ، السقّاءْ!!