أحلام

يتناسلُ الضوءُ موجةً إثر موجة

على ذاكرة الفراغ

ينسجُ الرمادَ رداء فضفاضاً للعاصفة

التي تكسرُ ساعةَ السماء وتهدم أبراج النفس .

الحيرةُ هدأتْ

فجرادُ الشكّ اجتاح حقول السؤال

واهترأت الجداولُ

قضيَ الأمر

يتعفنُ الأرقُ

تسقطُ الكآبة

تصيرُ سريراً

حلمتُ …….

أ

حلمتُ أن الطبيعة جسدٌ منخور

حلمتُ أن للخبز روحاً تتحطم

والشعوبَ فتاتث الحطام

حلمتُ أن الخليفةَ نائمٌ والزمانَ ستارةٌ

وأنا أسكن الكتاب

أفاجئ الطفولةَ برصاصةِ السنبلة

لكنّ الخبز مات

هاتِ سنبلة الكتاب إذن

ليس للكتاب سنبلة

هات الأكفان

واتلُ صلاةَ النهر

واطلقْ أجنحةَ التابوت

لترحل ….

فربانُ الغيم يعزفُ على قيثارة الضفاف أغنيةً الغصون

لا توقظِ الخليفه

لا تفتحِ الستاره

بل

لا تحصدِ الكتاب

صوت

لا تغسلْ العاصفه

في جدولِ الرمادْ

لا تدعِ الجرادْ

يرضعُ من سنبلةٍ راعفه

ب

حلمتُ أن الطبيعةَ حُبلى والشمسُ رئةٌ مثقوبةٌ

تنفثُ عصيّاتِ التعفنِ في عروقِ الرياح

ساحرٌ يجلدُ الأرضَ بسياطٍ من برق

يتحركَ الجنين

فتمطرُ السماءُ نجوماً وينكشفُ الحجاب

يومئ بعلامة الصليب

ويتلو ما تيسر من ( رأس المال )

يعود الشرقُ إلى شرقهِ

والغربُ إلى غربهِ

كلٌّ يلومُ نجمه

واليقظةُ ظامئةٌ

تطفو فوق منابع الخجل

سعالٌ

سعال

يمتلئ الهواء عفناً

الهواء الذي تخترقه وداعةُ الخطى الضالة

صوت

لم تحملِ الأرضُ

بل ورمٌ في الجوفْ

هل يولدُ الرفضُ

من صُلبِ هذا الخوفْ

ج

حلمتُ أني فزاعةٌ في حقولِ الوقت

جسدي خشبٌ وعظامي مساميرُ صدئةٌ

ينحدرُ الليلُ على ذاكرتي مثل قطيع ماعزٍ

وينسابُ عيوناً تتدفقُ بشهدٍ مرّ

يفتحُ في ذاكرتي نفقاً

ليمرّ قطار الساعاتِ المتهالكُ

نحو قرار بحيرة روحي

أهشُّ … ولا يرعوي

سوى طيورِ النومِ

ونوّار اليقين

نقيقَ ضفادعَ

وطنينَ صراصيرَ شبقةِ

أسمعُ لغطَ الفلاحاتِ

أرى أثداءهنَّ المنتفخةَ

وعيونَ الصبايا تنخرني

عنين

لم أدركْ رجولتي

إلا حينما ضاجعتُ جنيّة الحقولِ

فانكسرتُ …….

صوت

يا هذا القمرُ الناعقُ في ذاكرتي

يدخلُ منكَ الحزنُ إليها

مثلَ طوابيرِ النمل

هل أفقأُ عينكَ ؟

أم أتدلى منكَ

لأشرمَ إذنَ الليل ؟