سراب مالح

يفركُ الشهوةَ كي يسطعَ نهدٌ

عابثاً

يُنشبُ أظفارَهُ في جمرتهِ

يشحذُ السكينَ كي يرتشفَ النكهةَ

من جرحٍ مضيءْ

يملأُ الكأسَ رعافاً

بانتظارِ القادمِ الضالعِ بالتيهِ

وفي مشكاتهِ الفانوسُ يخبو

مثلما الموتُ البطيءْ

ها هوَ الزائرُ قد جاءَ

على السلّمِ وقْع الخطواتْ

خطوةٌ

تقتربُ الآنَ

وكفٌّ أوشكتْ أن تطرقَ البابَ

ولكنْ

لن يجيءْ

يرتدي نظّارةَ العتمةِ

يمضي

وعصاهْ

تجلدُ الشكَّ الذي ضلَّ اليقينْ

هكذا

إذْ

ينطلي الوهمُ عليه

بعناقٍ هادرٍ يحتضنُ الأفعى

ينامْ

والكوابيسُ تصيءْ

حينما يدركُ سرَّ اللعبةِ الخرقاءِ

يَلغى بالعبثْ

يطعنُ الماءَ

ويبكي