مسافة الغناء

كيف لك أن تستجمع ريشاتك المهدورة في فضاء رجراج ؟

والنسور أمامك تتفلى في شمس مدارها الواضح

قال لي صنوي الذي مات منذ قرون

“عليك أن تخفي قرادك أولا تحت الزغب

ولا تبحْ بسرّ قوادمك حتى تستطيل “

زغب

قوادمُ تستطيل

تحليقٌ

يتهيأ العارف بمسافة الغناء

كييلتقطَ بمنقارهِ الغيبَ حلماً

حلماً

زغب

ٌ

قوادمُ تستطيل

تحليقٌ أعرج

اكتملت الدائرة منذ آدم وسور الحين .

إلى سور الذاكرة وسورك

انفرطت اذن معارفك مثل

حبّات الرمان على سطح الزئبق

كيف لك أن تستجمع ريشاتك المهدورة في فضاء رجراج ؟

قال : اخرج

ْ

من نعومة الصفن إلى فخ العالم

هيأتك النسورُ ذخيرة فخّ لغزالة أشهى

( وحين تعود سالما ( وهذا ما يحدث مصادفة

غيّرْ مدارك

اجعلْ الشمس تدخل مرآتك من غربها

وغيّرْ الفصول

لكن

إياك أن تتذكر نعومة الصفن

فإنك في درب الصدّ

وأني هيأتك لنسورٍ أخرى

تسمع هديل الطائر في المرآة

وأنا

لم يعد لي متسع للتذكر

لا الصفن

ولا صنوي الذي مات منذ قرون

فلم يعد الزغب زغبا

غير أن للقراد الذي في دمي

رائحة تثير شهوة القرش

لا فرق إن كنت )لقمة أو مائدة عامرة )

فالأقاليم على مائدة الجنرال تبدأ بقرية

والشوكة بلا قلب … ( تماما كالسمكة

غير أني ) وأنا اللقمة )

حينما أطرق باب الدنيا متسولاً كسرةَ حب أو

فتات لذة

تصفق الأشجار أبوابها

ويغلق الغيم نوافذه

.فأموتُ بالغصة