سطوة الحسن

بعد صفو الهوى وطيب الوفاق

عز حتى السلام عند التلاقي

يا معافى من داء قلبي وحزني

وسليماً من حرقتي واشتياقي!

هل تمثلت ثورة اليأس في وجهي

وهول الشقاءة في إطراقي؟

أي سهم به اخترقت فؤادي

حين سددتها إلى أعماقي؟

مسرعاً في المسير، تنتهب الخطـو،

فهل كنت مشفقاً من لحاقي؟

إذ تهاديت مبدلاً نظرة العطـ

ـف بأخرى قليلة الأشواق

وتهيأت للسلام، ولم تفـ

ـعل، فأغريت فضول رفاقي

هبك أهملت واجبي، صلفاً منـ

ـك، فما ذنب واجب الأخلاق؟

واعترى قلبك الملال، فأعرضـ

ـت، فهلا انتظرت يوم الفراق؟

لا أداجيك، والكرامة معنى

تتجلى في صحة الميثاق

قد يطاق الصدود، يوجبه الذنـ

ـب، وصد الملال غير مطاق

سطوة الحسن حلّلت لك ما كا

ن حراماً، فافتن في إرهاقي

أنت حر، والحسن لا يعرف القيـ

ـد، فصادر حريتي وانطلاقي

لم يكن باليسيرِ على عَسْ

فكَ لو أنني طليقُ الوثاق