أتيت لمن أهواه أعرض حاجتي

أَتَيتُ لِمَن أَهواهُ أَعرَضَ حاجَتي

فَقابَلَني ظُلماً بِتيهٍ وَإِعراضِ

وَجَرَّدَ مِن لَحظَيهِ سَيفاً مُهَنَّداً

أَعوذُ بِرَبِّ الناسِ مِن حَدِّهِ الماضي

حَسِبتُ بِروقِ الوَصلِ بِالفَوزِ وَمَضَت

وَلَكِنَّهُ قَد كانَ خَلبَ إيماضِ

وَكُنتُ أَظُنُّ البُعدَ يَخفِضُ لَوعَتي

وَسَفحُ دُموعي فيهِ تَخفيفَ أَمراضي

فَكانَ الهَوى في عَكسِ ما أَنا حاسِبُ

وَزادَ الجَوى في الحالَتَينِ عَلى الماضي

وَلَكِنَّني لَمّا رَأَيتُ كِتابَكُم

عَلِمتُ بِأَنَّ الدَهرَ حاوَلَ إِنهاضي

كِتابٌ كَأَنَّ النَشرَ في نَشرِ طَيِّهِ

تَرُدُّ بِهِ الأَرواحَ مِن بَعدِ إِغماضِ

وَأَما الَّذي لاحَظتُموهُ فَإِنَّهُ

مُجَرِّدُ دَعوى لَيسَ يُقَبِّلَها قاضي

وَلا سِيِّما دَعوى التَهَكُّمِ أَنَّها

عَجالَةَ طَيشٍ أَو نَتيجَةَ إِمعاضِ

وَلَو كانَ لي وَقتٌ لا ظَهَرَت خَطَأَها

وَأَدحَضَت مَبناها وَأَيَّدَت إِدحاضي

وَلَكِنَّني مِن أَبحُرِ الشِعرِ غارِقٌ

بِبِحرٍ وَسيعٌ لِإيجازٍ بِخَواضِ

وَذَلِكَ أَنّي أَبتَني لِقَصيدَةٍ

بَديعِيَّةٍ في مِدحَةِ المُصطَفى الراضي

عَلَيهِ صَلاةُ اللَهِ ما ذَرَّ شارِقٌ

وَأَحيا مَواتَ الأَرضِ مِدرارُ فَيّاضِ