أكذب طريفي فيك والطرف صادق

أَكذِبُ طَريفي فيكَ وَالطَرفُ صادِقُ

وَما بَعدَ مَشهودٍ مِنَ العَينِ مُقنِعُ

وَأَوهَمَ أَنّي بِالرِضا قَد ذَكَرَتني

وَاِسمَع أُذُني مِنكَ ما لَيسَ يَسمَعُ

وَلَم أَسكُنِ الأَرضَ الَّتي تَسكُنيها

وَما ذاكَ أُذُني مِن شَيءٍ لَهُ كُنتُ أَفزَعُ

وَلَكِنَّهُ مِن فَرطِ وَجدٍ مُبرِحٍ

لِكَيلاً يَقولوا صابِر لَيسَ يَجزَعُ

فَلا كَبِدي تُبلى وَلا لَكَ رَحمَةً

وَلا عاذِلي يَوماً عَنِ اللَومِ يَرجِعُ

وَلا مُهجَتي تَسلو فَتَسكُنُ لَوعَتي

وَلا عَنكَ أَقصارَ وَلا فيكَ مَطمَعُ

لَقيتُ أُموراً فيكَ لَم أَلقَ مِثلَها

وَمٍن سوءِ حَظّي أَنَّها لَيسَ تَدفَعُ

تَقضي بِها صَبري وَضاقَت مَذاهِبي

وَاِعظِم مِنها فيكَ ما أَتَوَقَّعُ

فَلا تَسأَليني في هَواكَ زَيادَةً

فَلَم يَبقَ في قَلبي لَها بَعدَ مَوضِعُ

وَلَو فَرَّقتَ أَجزاءَ حُبّي عَلى الوَرى

فَأَيسِرهُ يَجزي وَأَدناهُ مَقنَعُ