أهل البلاغة يهني القلب إن صاروا

أَهلُ البَلاغَةِ يَهني القَلبَ إِن صاروا

لِلناسِ حِصناً وَلِلناموسِ أَنصارُ

سَموا وَسادوا بِعِلمٍ زانَهُ عَمَلٌ

وَعَزَّزَ الشانُ تَرجيحٌ وَإيثارُ

عَلا مَقاماً وَقامَ السَعدُ يَخدِمُهُ

وَحازَ فَخراً بِهِ الرُكبانُ قَد ساروا

يا فَوزَ كُلَّ مُلَمٍّ أَمَّ ساحَتُهُ

وَيا شَقاوَةَ مَن شَطَت بِهِ الدارُ

لَهُ مِنَ الرَأيِ ما تَرضى الخُصومُ بِهِ

وَلا عَدو لَهُ بِالسُخطِ يَنهارُ

صَبا إِلى المَجدِ وَالعَليا بِهِ اِفتَتَنَت

فَلا غَرابَةَ إِن كانوا لَهُ اِختاروا

بَرٌّ بِإِخوانِهِ موفٍ لِعَهدِهِم

مُتابِعِ الحَقِّ لا خِلٌّ وَلا جارُ

راضٍ وَعَينُ الرِضا بِالحَظِّ تَرمُقُهُ

وَلا عُيوبَ مُعاذِ اللَهِ أَو عارُ

يا أَحسَنَ الناسِ أَخلاقاً وَمَعرِفَةً

وَالحِلمُ يُنبِئُ وَالأَعمالُ تَذكارُ

بِمَ اِتَّخَذتَ قُلوبَ الناسِ قاطِبَةً

رَقا إِلَيكَ وَلَم تَفديكَ أَعمارُ

أَما وَرَبُّكَ لا شَيءَ يَقودُهُم

إِلّا المَحاسِنَ وَالأَخلاقَ آثارُ

شَكَرَ الإِلَهُ عَلى ما نِلتَ مِن مِنَنٍ

وَسَوفَ تَبلُغُ ما تَبغي وَتَختارُ

إِنّي إِلَيكَ بَشيرُ الناسِ أَجمَعُهُم

يُنبيكَ بِالصِدقِ فَلتُهنِئكَ أَخبارُ