الدهر باغ معتدي

الدَهرُ باغٍ مُعتَدي

وَبِهِ المَنايا تَقتَدي

كَم حَلَّ عِقدٌ مُنَظَّمٌ

وَاِخلِ نَظمَ مُشَيِّدِ

لَم يَرجُ مِنهُ أَخو صَفا

صَفوا بِغَيرِ تَنَكُّدِ

بَينَاً يَكونُ مُقَرَّباً

تَلقاهُ أَسرَعَ مَبعَدِ

وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّهُ

مُغري بِأَهلِ السُؤدُدِ

وَالمَرءُ في غَفَلاتِهِ

قَد لا يُفَكِّرُ في غَدِ

تَعمي الأَماني قَلبُهُ

فَيَرى بِعَينِ الأَرمَدِ

وَتُنيمُهُ سُنَّةَ ال

حياةِ إِلى المَماتِ فَيَسهُدِ

وَالمَوتُ نَقادَ فَلا

يَختارُ غَيرَ الجيدِ

وَلِذا يَعجَلُ بِال

خَيارِ فَسَيِّدٌ في سَيِّدِ

هَذا مُبَجَّلٌ قَومُهُ

عالي السَنا وَالمُحتَدِ

العالَمُ الحَبرُ الت

تَقي العامِلِ الرَحبِ النَدي

مَولى الكَرامَةِ شَيخَنا الس

سَعرانَ أَشكُرَ أَحمَدِ

مِن وُدِّ كُلِّ أَن يَقي

هِ بِما يَعَزُّ وَيَفتَدي

قَد خانَنافيهِ الزَما

نُ وَساءَ كُلَّ مُوَحِّدِ

وَأَبادَ أَخصَبَ رَوضَةً

وَأَغاضَ أَعذَبُ مَورِدِ

وَجَبَ البُكاءُ عَلى المَلا

فيهِ لَهُ كَم مِن يَدِ

لَكِن بِذا حُكمِ القَضا

لَيسَ اِمرُؤٌ بِمَخلَدِ

وَلَكِن حَيَّ أُسوَةٌ

فيهِ بِمَوتِ مُحَمَّدِ

يا قَلبُ حَسبُكَ فَاِصبِر

وَاِلقَ الأَسى بِتَجَلُّدِ

وَاِعلَم بِأَنَّ الشَيخَ قَد

آوى بِأَصدَقِ مَقعَدِ

وَاللَهُ ضاعَفَ أَجرَهُ

وَحَباهُ أَعظَمُ مَقصَدِ

وَبِجَنَّتَينِ خَصَّهُ

لِمَخافَةٍ وَتَزهَدِ

وَلِذا المَلائِكِ أَرخو

نِعمَ الخِتامِ لِأَحمَدِ