الروض زاده والرقيب صرفته

الرَوضُ زادَهُ وَالرَقيبُ صَرَفَتهُ

وَالراحُ صافٍ لِلصَفا أَعدَدتَهُ

يا أَيُّها الرَشَأُ الأَغنَ فَدَيتُهُ

إِنعَم بِوَصلِكَ لي فَهَذا وَقتَهُ

يَكفي مِنَ الهِجرانِ ما قَد ذُقتَهُ

حَتّى تَجفوني وَحُسنَكَ فاتَني

وَزَمانُ وَصلِكَ بِالتَعَلُّلِ فاتَني

أَو ما عَلِمتُ يَطولُ عُمرُكَ أَنَّني

أَنفَقتُ عُمري في هَواكَ وَلَيتَني

أُعطي وِصالاً بِالَّذي أَنفَقتَهُ

يا مَن حَوى كُلَّ الجَمالِ باسِرَهُ

وَرَضيتَ مِن حُكمِ الغَرامِ بِأَسرِهِ

هَلّا رَحَمتَ مُحَيِّراً في أَمرِهِ

يا مَن شَغَلتَ بِحُبِّهِ عَن غَيرِهِ

وَسَلوتَ كُلَّ الناسِ حينَ عَشِقتَهُ

هَيهاتَ أَن يَقوى عَلى مَنافِسٍ

في حُبِّ ذاتِكَ أَو يَفوزَ مُعاكِسُ

لا وَالَّذي لَكَ في جَمالِكَ حارِسٌ

كَم جالَ في مَيدانِ حُبِّكَ فارِسُ

بِالسَبقِ فيكَ إِلى رِضاكَ سَبَقتَهُ

يا مَن تَسامى في الجَمالِ بَهاؤُهُ

حَتّى اِزدَرى بِالنَيِّرَينِ ضِياؤُهُ

تُه وَاِحتَكِم فيما تَرى وَتَشاؤُهُ

أَنتَ الَّذي جَمَعَ المَحاسِنَ وَجهُهُ

لَكِن عَلَيهِ تَصبيري فَرُقتَهُ

لَمّا أَقَمتُ عَلى وِدادِكَ حِقبَةً

وَبَذَلتَ روحي في هَواكَ حَقيقَة

وَلَزِمتَ بابَكَ بُكرَةً وَعَشِيَّةً

قالَ الوُشاةُ قَدِ اِدَّعى بِكَ نِسبَة

فَسُرِرتُ لَمّا قُلتُ قَد صَدَقتَهُ

يا حُسنَهُ قَولاً يَكذِبُ قَولَهُم

فَلَقَد قَطَعتُ بِحَدِّهِ أَوصالَهُم

فَإِذا أَرَدتَ كَما أُريدَ نِكالَهُم

بِاللَهِ إِن سَأَلوكَ عَنّي قُل لَهُم

عَبدي وَمُلكُ يَدي وَما أَعتَقتَهُ

قَد أَكثَروا فيكَ السُؤالَ فَسيءَ لَهُم

بِالقَولُ وَاِكشِف حالَهُم وَمَحالَهُم

حَتّى إِذا قالوا سَلا فَأَصخَ لَهُم

أَو قيلَ مُشتاقٌ إِلَيكَ فَقُل لَهُم

أَدري بِذا وَأَنا الَّذي شَوَّقتَهُ

لَمّا أَمَرتُ النَومَ يَغشي أَعيُني

رِفقاً وَقَد كادَ السُهّادُ يُميتُني

بَينَ النُعاسِ وَيَقظَةً لَم تَعدُني

يا حُسنَ طَيفٍ مِن خَيالِكَ زارَني

مِن فَرحَتي بِلِقاكَ ما حَقَّقتَهُ

وافى فَلاحَت لي هُنالِكَ صورَةٌ

بِالبَدرِ أَشبَهث وَهيَ عَنهُ جَديرُه

لَكِن صَحَوتُ وَما لِنَومي زَورَةٌ

فَمَضى وَفي قَلبي عَلَيهِ حَسرَة

لَو كانَ يُمكِنُني الرِقادُ لَحِقتَهُ