الملك لله جل القرد والشان

المُلكُ لِلَهِ جَلَّ القَردُ وَالشانُ

يَبقى وَيَفنى سواهُ الإِنسُ وَالجانِ

دَهرُ بُدولٍ وَدُنيا لا دَوامَ لَها

وَذو الجَلالِ مَدى الأَدهارِ دِيانِ

وَصائِلُ المَوتِ نِقادٌ عَلى يَدِهِ

يَختارُ أَحسَنَ مَوجودٍ وَيَختانِ

هَذا حَليفُ التُقى رَبُّ الفَضائِلِ مَن

لَهُ مِنَ البِرِّ ما لَم يحصِ حُسبانِ

مَحمود باشا سُلَيمانَ الَّذي شَهِدَت

بِحُسنِ تَقواهُ طِلابٌ وَأَقرانِ

العالِمُ الفاضِلُ المَحمودُ في أَثَرٍ

إِسماً وَفِعلاً وَلَم يُنقِصهُ إِحسانِ

لِداعي اللَهَ قَد لَبّى فَكانَ لَهُ

عَدنُ مَقاماً بِها حَفَّتهُ أَفنانِ

وَفي سِواها حَباهُ اللَهُ مَكرُمَةً

كُلُّ التَمَتُّعِ وَاِستَصفاهُ رِضوانِ

لَكِنَّهُ قَد نَأى عَنّا وَأَخلَفَهُ

شَهمٌ ثُمامُ لَهُ في المَجدِ صَنوانِ

بِهِ أَلى الأَهلِ وَالأَحبابِ تَعزِيَةً

وَلِلفَقيدِ جَميلُ الذِكرِ رَنّانِ

وَإِن يَكُن رَسمُ نَفسِ الشَيخِ مُنطَبِعاً

عَلى القُلوبِ وَحاشا الفِكرَ نِسيانِ

لَكِن لِكَيلا مِثالُ الشَكلِ نُحرِمُهُ

وَلا يَغيبُ عَنِ الأَعيانِ جُثمانِ

قَد اِتَّخَذنا لَهُ مِن شَخصِهِ مَثَلاً

يَبدو عَلَيهِ مِنَ الإِجلالِ بُرهانِ

فَاِنظُر لَهُ وَتَذَكَّر عَظمَ هَيبَتِهِ

وَقُل عَلَيهِ مِنَ الرَحمَنِ رَضوانِ