علام الوم الدهر فيها دهمته

عَلامَ الومُ الدَهرُ فيها دُهِمتَهُ

وَلَم أَكُ يَوماً بِالصَفا عَهِدتَهُ

فَما شاءَ فَليَفعَل فَمُذ ما عَرَفتُهُ

تَعَوَّدتُ مَسَّ الضُرِّ حَتّى أَلِفتُهُ

فَأَلفَيتُهُ مُرِّ المَذاقِ عَنِ الصَبرِ

وَما ضِقتُ ذِرعاً ما غَدَوتُ مُعرِضاً

لِكُلِّ بَلاءٍ دونَهُ جَمرَةُ الغَضا

وَلَكِنَّني قابَلتث ذَلِكَ بِالرِضى

وَخَيَّرتُ تَسليمي لَمّا أَبرَمَ القَضا

وَأَسلَمَني حُسنَ العَزاءِ إِلى الصَبرِ

فَيا رائِياً لِلحالِ لا تَكُ حانِقاً

وَلا تَعتَرِض أَمراً مِنَ اللَهِ سابِقا

يَقيني إِذا أَمسَيتُ بِالشُكرِ ناطِقاً

وَصَيَّرَني يَأسي مِنَ الناسِ واثِقا

بِتَدبيرِ مَولايَ المُقَدَّرِ لِلأَمرِ

وَما زالَتِ الأَسواءُ تُثقِلُ كاهِلي

وَتَقطَعُ بِالأَرزاءِ حَبلَ سائِلي

وَما أَنا بِالأَيماءِ مُخبِرُ سائِلي

إِلى أَن صَفا وَقتي وَراقَت مَناهِلي

بِحُسنِ صَينعِ اللَهِ مِن حَيثُ لا أَدري