لست أنسى يوما لمجلس أنس

لَستُ أَنسى يَوماً لِمَجلِسِ أُنسٍ

كانَ فيهِ مِنَ الأَخِلّاءِ عَدَّه

وَكُؤوسُ الطِلا تُدارُ عَلَينا

مِن مَليحٍ لا تَنظُرَ الشَمسَ بَعدَه

غُصنَ بانٍ مُكَلَّلٌ بِزُهورِ

يَخجَلُ الوَردَ أَن يُناظِرَ خَدَّه

ذو عُيونٍ سَوادُها عِلَّةُ السو

دا بِقِراطٍ في المَباحِثِ عَدَّه

راقٍ مَعنى وَرقٍ طَبعاً خَصرا

وَاِختِصاراً قَد أَعدَمَ العَقلَ رُشدَه

وَرِثَ الحُسنَ عَن بَديعِ جَمالِ

كامِلٌ في الصِفاتِ صافي المَوَدَّه

فَحَظَينا بِكُلِّ مَعنى لَطيفِ

وَبِمَغنى تَنسى المُسَبِّحَ وَردَه

مَجلِسٌ كانَ مَشبَهاً رَوضَ زَهرِ

بَينَ وَردٍ وَنَرجِسٍ زانَ عِقدَه

غَيرَ أَنَّ الرَقيبَ جاءَ عَلَينا

حَسبُهُ اللَهُ لَو تَخَلَّفَ مَدَّه

فَلَبِثنا هَنيهَةً ثُمَّ قُمنا

وَاِنصَرَفنا وَالمُلكُ لِلَهِ وَحدَه