وبعد فإني لا عدمتك لم يزل

وَبَعدُ فإني لا عدمتكَ لَم يَزَل

يُعارِضُ دَهري أَن نالَ مَقاصِدي

فَبَينَ أَمني النَفسَ فَوزاً بِقُربِكُم

وَأَحسَبُ أَنَّ السَعدَ قامَ مَساعِدي

وَاِرسُم خَطَّ السَيرِ في زَورَقِ المُنى

وَالهَد مَهرَ الأُنسِ وَسطَ الفَدافِدِ

وَاِنصَب بوصَ الفِكرِ في تَرعَةِ الصَفا

لِصَيدِ بَياضِ الحَظِ جَذباً بِساعِدي

وَأَشوي الفِكرَ الكارِهينَ عَدِمَهُم

وَاِسلُق أَعراضَ العِدى وَالحَواسِدِ

وَاِنظُم دُرَّ الشُكرِ فيكَ قَلائِداً

وَاِجمَع عِقدَ الحَمدِ في ذي القَلائِدِ

وَأَزرَعُ فَوقَ القَلبِ حُبَّ رَغائِبِ

وَاِحصُد بِالآمالِ أَقصى الفُؤائِدِ

إِذا بِغَريمي ذي الغَرامِ بِنَغصَتي

مُزاحِمٌ بابَ الجِسمِ خَصمَ المَقاعِدِ

أَتّى غَرَّةً مِن حَلقِهِ الدَمِ طارِشاً

يُمَثِّلُ في أُخرايَ حَيضَ الخَرائِدِ

فَعوجَ مِنّي المُستَقيمُ بِجورِهِ

وَأَجلَسَني مِن فَوقِ تِلكَ المَسانِدِ

وَما زالَ يَسطو لا مَرَدَّ لِفِعلِهِ

يُحاوِلُ إِضراراً بِصاحٍ وَقاعِدِ

فَأَقعَدَني ظُلماً عَنِ الحَظِّ وَالمُنى

وَأَحرَمَني الحَظوي بِتِلكَ المَشاهِدِ