رجما بالغيب

رَجْمًا بغيبِ الأبجديَّةِ تكتبُ

ترمي بنردِ حروفِها

وتُجرِّبُ

تبني سماواتٍ

وتهدمُ مثلَها

وتثيرُ فوضى الغيبِ

ثمَّ ترتـِّبُ

وتهزُّ في الأوراقِ جذعَ مجرَّةٍ

ليضئَ عُزلتـَكَ الكليمةَ كوكبُ

طفلٌ برغمِ الأربعينَ..

ولم تزلْ

بدُمَى قوافيكَ الصغيرةِ تلعبُ

في جيبِكَ المثقوبِ

بضعُ قصائدٍ لثغاءَ

في صلصالِها تترقـَّبُ

تحيا خرافةَ أنْ تؤرِّخَ عالـَما

بقصيدةٍ

وتخطَّ ما لا يُكتَبُ

تغويكَ جغرافيا الكلامِ

فتبتني

وطنا ببضعةِ أحرفٍ لك تـُنسبُ

وتقيمُ بيتا

في بياضِ وريقةٍ

يؤوي ابنَ هذي الريحِ ساعةَ يتعبُ

وعيونُ أمِّكَ في القصيدةِ

كلَّما..

صقلتْكَ مرآةُ الغيابِ تُرحِّبُ

يا أربعينيًّا بغير نبوَّةٍ

إلا ارتحالك

خلف ما لا يُطلبُ

خضت الحياةَ..

قصيدةً

   فقصيدةً

فمتى سيخسرُكَ السرابُ..

وتكسبُ

تتقمَّصُ الدنيا قناعا زائفا

ووراءَ صورتِكَ القديمةِ تهربُ

فإذا انشطرتَ على الوجوهِ

 تلعثمتْ مرآةُ طفلٍ

خلفها تتحجَّبُ

كم غيمةٍ صاحبتَ..

كم بحرٍ على كفـَّيْكَ نامَ

وكم غدٍ تتعقـَّبُ

راهنتَ موتَكَ مرَّةً فخسرته

لتظلَّ طفلا بالحنينِ يُعذَّبُ

تتزوجُ الكلماتِ

ثمَّ تخونُها

وكذاك تخدعُكَ

البتولُ/الثيِّبُ

كالبحرِ..

ترتكبُ الرحيلَ وضدَّه

والأبجديَّةُ حين تصدقُ تكذبُ

قطفتـْكَ حوَّاءُ القصيدِ

ولم تزلْ

بغوايةِ التفاحِ

أنتَ المُذنبُ.