طفل يركل العالم

أقامِرُ بالوجودِ

ولا مَفَرَّا

فأخسرُ مَرَّةً..

وَهَلُمَّ جَرَّا

وأسألُ..

ما المصيرُ؟

ولا مصيرٌ

سوى قلقِ السؤالِ

وما أمرَّا

وأنْ أبقَى مدارًا فَوْضَوِيًّا

كواكبُه..

أبتْ أنْ تستقرَّا

أقايضُ أحرفي موتًا جديدًا

وكُلَّ قصيدةٍ

أبتاعُ قَبْرَا

وأسْتجدي بقايا الطينِ ثَوْبًا

فصلصالي..

أخافُ عليه يَعْرَى

وتُبْدِي سَوْأةُ المِرْآةِ وَجْهًا

على الطفلِ القديمِ بِه تَجَرَّا

ملامحُه..

كتابٌ مِنْ خطايا

رَثَيْتُ بِه وَإنْ لمْ أدرِ عَصْرَا

أنا ابْنُ متاهةِ الإنسانِ

أحْيَا..

لأنَّ الموتَ أخطأنِي

ومرَّا

دَمِي..

في كلِّ قتلِ كانَ يجري

وقَبْرِي..

كانَ يحوي الناسَ طُرَّا

قرأتُ جرائدي..

فكأنَّ مَوْتِي

على كلِّ الوجوهِ

أراه جَهْرَا

وكانَ اسْمِي كثيرًا

دونَ وَجْهٍ

وأقنعتي العديدةُ كُنَّ كُثْرَا

وَرِثْتُ الأرضَ..

عَنْ ضِدَّيْنِ مَوتَى

فَمِنْ أيٍّ أنا..

والموتُ أدْرَى

تَبَرَّأَ مِنْ يقينِ الأمسِ شَكِّي

وأمْسِي..

مِنْ غَدِي الآتي تَبَرَّا

فإنْ أخلعْ قميصَ العَصْرِ عنِّي

فَمَنْ سَيُعِيرُنِي

زَمَنًا أبرَّا

وإنْ بُدِّلْتُ أرضًا

دونَ أرضٍ

فهلْ أبتاعُ هاويةً

بأخْرَى

وصوتي..

حبلُ مشنقةٍ تَدَلَّى

وحرفي..

دَوْرةٌ في التِّيهِ حَيْرَى

أؤَرِّخُ لَعْنَتِي

جيلا

فجيلا

أحملُ عبأها

دهرًا

فَدَهْرَا

أُهَنْدِمُ جُثَّةَ الأيَّامِ فيها

بأسْمالٍ..

أُسَمِّيهنَّ شِعْرَا

وأرْكلُ عالَمِي

بحذاءِ طِفْلٍ

يُشابِهُني..

ولستُ أقولُ..

عُذْرَا.