هدنة بين موتين

خُذْ يقيني..

وهاتِ شكـًّا نبيَّا

ثمَّ دَعْني..

أعودُ طفلا إليَّا

أستعيدُ الوجودَ

لُعبةَ طفلٍ لمْ تُحَطَّمْ

وأستعيدُ يديَّا

ربَّما لم يزلْ على الأرضِ مأوى

لسماءٍ صغيرةٍ ما لديَّا

ربَّما..

لم تقُمْ قيامتُنا بعدُ

فنجتازُ موتَنا العبثيَّا

نمنحُ الروحَ

هدنةً بين موتين

فتحيا

وقاتليها..

سويَّا

ريثما ينصبونَ فخًّا

لموتٍ لم يُؤَجَّلْ

ويضحكون مليَّا

فرصةٌ كي تُرتِّبَ الروحُ فينا

بين موتين

عالما فوضويا

وجهُ قايبلَ لم يزلْ يقتفيني

وأنا أقتفي شبيها قصيَّا

أيُّنا ثـَمَّ قاتلٌ

وقتيلٌ

ليجيبَ الغرابَ إنْ قالَ هيَّا

أيُّنا سوف يُخبرُ اللهَ

أنِّي..

لمْ أجدْ غيرَ قاتلي بي حفيَّا

كرَّرتْني الوجوهُ

قبرا

فقبرا

فبأيِّ الوجوهِ

أُبعَثُ حيَّا

كلَّ حربٍ..

أعيدُ تشكيلَ وجهي

وألمُّ الحُطامَ

طفلا سويَّا

غيرَ أنَّ الحروبَ

قد علمتْني

أنَّني لستُ مَنْ يدُلُّ عليَّا

سجنُ هذا الرمادِ

قد ضاقَ عنِّي

والرداءُ الصلصالُ

صارَ بَلِيَّا

وحدَها..

تشبهُ القصائدُ حزني

والحزانى..

تقاسموا الحُزنَ فيَّا

والبلادُ التي..

كَنَصْلِ حنينٍ

نحرتْ أحرفي على شفتيَّا

كلمَّا علَّقتْ شهيدا بصوتي

ردَّدَ اسْمِي..

فكانَ صمتي دويَّا

جئتُها..

والطريقُ ينكرُ خطوي

فخلعتُ الطريقَ

لا نعليَّا

وسألتُ الإلهَ قبرا جديدا

لمسيحٍ..

لموتِه قد تهيَّا

توَّجتْه حضارةُ القتلِ ربًّا

وأعدَّتْ..

صليبَها الأبديَّا.