إلى صديقي المهاجر

يا صديقي المهاجر

يا أيها الكيِّسُ، الفطن، المؤمن، المؤتمن

سأسرُّ إليك بأمر خطيرٍ

و لست أخاف العلن

كم تمنيت لو كنتُ مثلك

لي وطن غير هذا الوطن

آه يا ليتني عشتُ

في غير هذا الزمن

آه يا ليتني عشت فيهِ

و لكن بأرض سوى هذهِ

و أنا لست أطمعُ

و الله

في خضرة، و مياه، و وجه حسن

ليتني قد ولدت هنالك

في جهة غير هذى الجهات

لكي أتنفس

من غير هذا الهواء

آه يا ليتني قد وُلدت هنا

رغم أنفي

و لكن إذن

بين ناس سوى هؤلاء

آه يا ليتني كنت أحيا هنا بينهم

إنما كنت شخصاً

فديتكَ

غيري أنا

آه يا ليتني لم أكن يا صديقي

من الشعراء

و أُقسمُ

ما كان أشرفها نسبةً

و أُقسمُ

ما كان أفدحه من ثمن