بئس العثرة

يا أم عليّ

من فضلك, لا تصغي لأقاويل يرددها أهل الحيّ

هي محض أباطيلَ

فلا تثقي_أرجوكِ

بما قد قيل

و ما سوف يقالُ

أنا ما كنتُ ضعيفاً في ذاك اليومِ

حرامٌ أن أُغبنَ

ما كنتُ كما تدرينَ لأجبُنَ

كم جاهرتُ برأيي

لكن ماذا كان عساهُ يفيد الرأي؟

و تظاهرتُ

و حرَّضتُ زميلي في العملِ…و جاري

و جعلتُ شعاري

فليسقطْ عهدُ الجهلِ

ليسقطْ عهدُ الذلة…و البغي

لكني فوجئتُ بخصم مقتدرٍ

و قويّ

و تكالَبَ حشدٌ من كل مكانٍ في القُطرِ

عليّ

فأخذتُ أقاومُ

حتى خذلتني ساقايَ

و ماذا كنتُ لأفعلَ هذا اليومَ

لساقيّ؟

لا شىء

سوى أني رحتُ أرددُ

بئس العثرةُ

ثم جعلتُ أواسي نفسي, و أقولُ

أنا لستُ بأولِ مَن غلبتْهُ الكثرةُ

ثم عزمتُ على أن أقتلَ نفسي

قلتُ: فما دام هو الموتُ

إذنْ بيديّ

لكن سبقتْني أيدي الحراس إليّ

قادوني في التَّوِّ

إلى أن وقفوا بي عند كبيرٍ لهمو

في أقصى البهوِ

و قالوا: اركع

قالوا: امشِ على أربع

قالوا: قل أغواني الشيطانُ

و لكني الآنَ ندمتُ…و تبتُ

فقاومتُ…و لم أخضع

قالوا: قل يحيا السلطانُ

فلم أصنع

قلتُ لهم: كيفَ؟

و هذي نُذُرُ الطوفانِ

تلوحُ لعينيّ

قالوا: لكنَّكَ لو لم تقل الآنَ

سملنا عينيكَ

و أفقدناكَ الوعي

ثم مضينا

و تركناكَ هنا…نسياً منسيَّاً

و كذلك يا أم عليّ

تجدين الآنَ أمامكِ

شخصاً آخرَ

أعمى…و عييّ

من فضلِكِ

هاتي قلمي, و دواتي

أتمني لو أمليتُ الآنَ عليكِ

خلاصةَ مأساتي

أعلمُ أن اللفظةَ هيِّنةٌ

و الشِّعرَ عصيّ

لكني سأحاولُ

مَن يدري

فلعلِّي أنجحُ

لو أن ملائكةَ الشِّعرِ أعانتني

و عسايَ سأفلحُ

إن فتح الله علي