أحد لم يتبعني

لم يتبعني أحد كنت أسير على شرياني

أفحص صفتي في ذاتي وأعدل كوني بكياني.

لم يتبعني أحد سرت وراء الهاجس مخطوفا

يدلف بي في سرداب – أدلف في سرداب

يترنح في السرداب على جسد أعتمه الغسق – فأترنح

يشعل في الخطو سراجا رمزيا – أشعل رمزيا

فيحط السرج على بطن المنطرحين وراء النافورات المعجونة

بحناجر تصرخ بالرؤيا المكتومة – فأحط

السرج على بطن المنطرحين

فباغتني في المنحدر التف علي وواجهني

لكني كنت أفسر بعياني غيبي وأفسر غيبي بعياني.

كانت تمضي

تبذر في الأشجار رمادا من ومضي

تتبدى عبر الحلكة كالأسرار

ولكن بالسر الهارب لا تفضي

أرمق ساحلها المكشوف على بدني

فتغض وتغضي

تمضي

تاركة بعضي مسكونا بوساوس بعضي

قال الرجل: افرط عنقودك ففرطت.

اقتاد خطاي إلى الدغل النابض فانقدت.

فبسط على الأفرع شال امرأة مربوبا في طيب

قال: تلفع فتلفعت. تشمم فتشممت:

كمن غبت

كمن رحت وفي الحضرة جئت

كمن نوديت ومن غير نداء لبيت

القائل قال: استلق على المجمرة فحاولت وما كدت

اختلطت أكواني في أكواني.

ختم الرجل جبيني من ختم الدغل وشد الرسغين

انخذلت قدماي على عشب ماس وعشب سوف يميس

كمن نحفت بليل فنحفت

وذوبت بكفين محنكتين فذبت

وخففت فطرت

وفي طيري حيى العارية وحياني.

انحل المعقود علي

فمال الرجل إلي

أشار إلى بيت خلف السهل نظرت:

رأيت كياني منسوجا في شال امرأة مربوب في طيب

والشال على كتف الجندي المقتول

الجندي المقتول مقيم خنجره الصاحي في حلقي

حلقي ينضح نخلا مجهولا في باحات البيت المشروخ

البيت المشروخ صغير كالترعة في طيني

والترعة في طيني تجري بالماء الدامغ تحت شقوق الروح بأبداني

تذروني في أطراف النخل الممدودة

لكن النخل يفتت صفتي في ذاتي ويبعثر كوني بكياني.

أحد لم يتبعني كان رفيقي شرياني.