فصل في الجحيم

تسرى غارغارينا السّاق فيبترها الأفريقيونَ،

لأبتدعَ وشائجَ واصلةً بين الأسلحةِ وبين الرمزِ.

لدىَّ صبىٌّ يخفى الأفيونَ بطيّاتِ الإنجيلِ،

ويدفُن صندوق طبنجاتٍ في ثغر الإسكندر،

ثم يحطِّم مركبَه النشوانَ بشاطئِ عدنٍ .

ولدىّ صبىٌّ أنزلَ عن كاهله عبقرَ،

حتى يتركَ للنّقاد السّهرانينَ البحثَ عن القيمِ التجريبيةِ،

وهو يوّجه نزلات الوحي لترحيلِ العُبْدانِ:

الحبشة ُخيرٌ من قافية الجُملةِ،

والحبشّياتُ الخرّوبُ المطحونُ،

أرى الدنيا صنفيْن: المبتورينَ وغيرَ المبتورينَ،

أرى شرقيّين يصّلون على قبري،

وأرى في ذيلي ثوريّين وعدميّين وقوميّين،

فتسرى غارغارينا الساقِ،

ونرمز للهاوية بهربي من أمي.

سيطير النعشُ كأهلِ الخطوةِ،

وتُذاع وصاياي:

أديروا جائزةً باسمي،

أعطوا للفائز رطلاً من أفيون ٍ،

وثلاثَ بنادقَ مزدوجاتِ الماسورةِ،

أو أربعَ قيْناتٍ من هُرْمز .

تصلُ الغارغارينا للفكيّنِ.

فأعترفُ لطاقم تمريضي والماشينَ وراءَ النعش:

تسلَّقَ كُثْر ٌ كاللبلابِ علىَّ،

وكنتُ أدوَّن صفقاتِ الأفيون على ورق الإشراقاتِ،

أحرِّر في أصل المخطوطة بوليصةَ تخليصِ الشحنِ،

لدىّ صبىٌّ يتبّرأُ من قافلتي،

ويراقب كيف يبصُّ النصُّ من الفوّهةِ،

وكيف تحوَّلَ أفيونيّون إلى شعراءَ،

ويهمسُ في المأتمِ:

كم من مجزرةٍ

تُرتكبُ على اسمِكَ

يارامبو؟