الراح يحسن في الصفا مسعاها

الراحُ يحسنُ في الصفا مسعاها

ويطيب في زمن المنَى مسراها

فانهض بها يا كعبةَ الحسنِ التي

طافت نفوس أولى الهوى بفناها

وأرِح بها أرواحِ أربابِ الهوى

فالراحُ جُل مرامها وهواها

واجعل مزاج كؤوسها من خمرةٍ

بين العقيقِ وبارقٍِ مثواها

أوْ فاسقني خمر الثنايا صرفةً

إذ ليس لي أرب فُديتَ سواها

لولاكَ يا ملك الملاح مديرها

لم تنتعش أرواحنا بلقاها

بأبي الذي يمشي فأحسب قدّه

غصناً تأوّد في الرياضِ وتاها

وإذا الدلالُ ثنى معاطفهُ ترى

أهل الغرامِ بأسرهم أسْراها

والسحر إما في تكسر لحظه

إن جال أو في لفظهِ إن فاها

يا ممْرضاً مهجَ الورى بجفونهُ

إني لأعلم في الشفاهِ شفاها

فلكم شببتُ جوى جوانح مغرمِ

وشفيتُ حرقتهُ ببرد لماها

ياظبي هل من لفتةٍ يا غصنُ هل

ما عطفةٍ فالنفس زاد ضناها

أو رحمة لمعذب أو رأفة

لحشاشةَ جمرِ الصدود حشاها

أو زورة لشجٍ نأيتَ وقلبهُ

بسوى التهتكَ فيكَ لم يتلاهَى

فالنفسُ يعلق بالسرورِ رجاؤها

أبداً إذا زار الحبيبُ رجاها

وإذا الحيا حيّا بقِيعةِ بقعة

لبست مطارفَ حسنها وبهاها

أو ما ترى أم القرى إذ أمَّها

حَبْرُ الورى ابتسمت ثغورُ رباها

حتى الصفا أبدى الصفا للقائه

ومِنىً به ابتهجت وتم مُناها

وبطيبةٍ طابت له الأوقات إذ

بلغ المسرة بانتشاقِ شذاها

وقضا لكامن حاجةٍ في نفسهِ

ولطالما كانت تود قضاها

مولاي دمُ وانعم بزورة أحمد

واشكر لربك نعمةً أولاها

وأنعَم بأحسن حجةٍ مبرورً

قُبلت فيا لله ما أسناها

فالكعبة ابتهجت ومكة أشرقت

وسمت معالمُ أرضها وسماها

ولسانَ حال الدهر قال مؤرخاً

بكَ قد سما البيتَ العتيقِ وباهى