حيت فأحيت مهجة المشتاق

حيَّتْ فأحيت مهجةَ المشتاقِ

مِن بعد ما أورى من الأشواقِ

ودنت فما أزكى الربى بأريجها

ورنت فما أمضى ضبي الأحداقِ

وتداركت جسماً تولاهُ الضنا

حيناً ونفساً آذنت بفراقِ

وتلافت الصب الذي لم يخشَ في

عشق الملاح مصارع العشاق

من بعد ما عبثت به أيدي الهوى

وسطا عليه الدهر بالإرهاقِ

لم أنس زورتها وقد زحفت على

جيش الفراق دجىً بجيش تلاقِ

زارت فأمسى منزلي بقدومها

كسناءِ خيري باهر الأشواقِ

الثابت الجأش الرفيع مقامهُ

عذب السجايا طيب الأخلاقِ

تزهو المدارس مذ تولاها فيا

بشرى المعارفُ باتساعِ نطاقِ

نصبت لها منه رفيع سرادقٍ

وامتد منه لها جميل رواقِ

فتهنّ يا رب المعارفِ واقترح

ما شئتهُ وترقَّ كل تراقِ