شفيق مضى والدهر خانك يا مصر

شفيقٌ مضى والدهر خانك يا مصرُ

وياكَم عليه كان يحسدك الدهرُ

فمنَ بعدَهُ تبغين أن تزدهي بهِ

ويمسى به بين البلادِ لك الفخرُ

ومَن غيرُه أعددتِه لملمةٍ

إذا ضلت الآراء واضطرب الفكرُ

مضى خيرُ ذخر تتقين به العدا

فلا عجبٌ إن قيل أعْوزَكَ الذخرُ

ولو كنت ممن اسعد الدهرُ حظهُ

لعاش ابن منصور وَتمَّ لك النصرُ

هل بَعد بُعدكَ يا شفيقَ يَروقُ

عيشٌ لصبّ قلبهُ محروقُ

وتشوقهُ الدنيا وأنتَ صددتها

وتميلُ عنه إلى النوى ويطيقُ

ها قد سبقتَ إلى مماتِ وإنني

ليلذّ لي شوقاً إليكَ لحوقُ

لا خير بعدَكَ في الحياةِ فإنها

كدرٌ وخالصُ ودذها تلفيقُ

وسرورها حزنٌ وخيرُ نعيمها

بؤسٌ وغايةُ جمعها تفريقُ

ملماتٌ بها حكمُ القضاءُ

وحزنُ ما لمدّتهِ انقضاءُ

ورزء لا يُطاقُ عليه صبرٌ

ولا يجدي التحسُّرُ والبكاءُ

وعيشٌ بَعد أن أودى شفيقٌ

تكدّر واستحال له الصفاءُ

فما لك يا زمانُ بلا تروٍّ

تعاقبنا وما منا اجتراءُ

قضيتَ بدونَ إشفاقٍ علينا

ويعلم رّبنا أنَّا بَراءُ