للعلم في عصر الضياء شروق

للعلم في عصر الضياء شروقُ

يزهو لقابس نوره ويروقُ

في كل يوم من حلاه رونق

يبدو ودرّ فوائد منسوق

تتسابق الأفكار في أيامهِ

فيفوز سابقُهنَ والمسبوقُ

تجد المعارف في وريف ظلاله

منه هدىً ويحوطها التوفيقُ

أو ما ترى التصنيف أضعافاً وفي

إحصائه ذرع الحساب يضيق

لا تحصر الآلاف تأليفات مَن

عشقوا العلوم وهل يمل مشوقُ

ورياض مختار الفوائد بينها

علم له في الخافقين خُفُوقُ

سفْرٌ بآياتِ المحاسن مسفرٌ

ومحرَّر عذبُ الكلام رقيقُ

تختال تيهاً في سطورِ طروسه

غررُ الفنون يزينها التحقيقُ

مِن كلِ شاردةٍ يطيبُ لقيدها

سهد الجفون ويعذُب التأريق

شرحَ المَزَاول للمزُاول فانتهى

بكلامه التحبيرُ والتنسيقُ

وغريبُ أبحاث الغروبيات لم

يُسبَق إليه وقد يعزّ لحوقُ

أبدى بالاسطرلاب والربعين ما

سبقت إليه العُرْبُ والإغريقُ

نفثته أقلامُ الوزير وكم لها

في حر أعناق العلوم حقوقُ

مختارنا الغازي الذي لظباه في

هام العدا التشريق والتغريبُ

قد باين القلمُ الحسَام فشأنهُ

جمعٌ وهذا شأنه التفريقُ

إن جال بدد فالخميس مفرقٌ

أو قال سدد فالفتوق رتوقُ

عرف الملوكُ مكانه فجميعهم

لشهود آثار الوزير يتوق

أهدته برلينٌ نشانَ تجلةٍ

ورعتْه مصرُ ومكةٌ وفَروقُ

وتحجبت تلك المعاني برهة

عنا وما كان الفؤاد يطيقُ

ثم ازدهت بعبارة عربية

قد صاغها علمَ الكمال شفيقُ

المدرك الأسرارَ وهي خفيّة

ومبِين وجه الحقّ وهو دقيق

والقانصُ الأبحاثَ وهي شوارد

والغائص الترجيح وهو عميقُ

تنميه دوحة سؤدد أغصانها

كل بعنصره الكريم وريقُ

من ضمه نسب الكرام فإنهُ

لاريب في الشرف الأثيل عريقُ

جدّ الطلاب إلى الكمال فناله

والجد للمجد الطريف طريقُ

وتأيدت بالعلم راية عزّه

والعلم إن عز الرفيق رفيقُ

قد ألبس التقريبَ ثوبَ طلاوة

فبدا وشكلُ الحسن فيه أنيقُ

وأجاد في تهذيبه وكأنه

طبع كما سار النسيم رقيقُ

وتناشد الأرواح في تاريخهِ

في الحَلْي يا طبع الرياض تفوقُ