لم لا تجيب وقد دعوت مرارا

لِمَ لا تجيب وقد دعوتُ مراراً

يكفي سكوتُك أربعين نهاراً

كثر التخبّطُ والحقائقُ حُجّبت

عنا وأمسى المسلمون حيارى

يتساءلون وقد عرَتهم سكرة

عما عراك وما همو بسكارى

فاجلُ الصوابَ لنا كما عودتنا

يققاً ومزق دونه الأستارا

ما كان عهدي حين يقصدك الورى

عند اشتدادِ الخطبِ أن تتوارى

فيم احتجابُك في فلاةٍ بلقع

لا دارةً فيها ولا ديّارا

الكونُ عن مسعاك ضاق نطاقه

فعلامَ تتخذ المقابر دارا

للمسلمين إليك أكيرُ حاجة

فإذا قضيتَ فما قضَوا أوطارا

من ذا يناضل عن شريعة أحمد

ويذود عن أكنافها الأخطارا

ويصون دين الله من شُبه العدا

ويردّ غارةَ من به يتمارى

ويذب عن آي الكتاب بحكمة

ويذيق من باراه فيه تبارا

ويجيء في تفسيره بعجائب

ويذيع من مكنونه الأسرارا

ويطهّرُ الإسلام مما شابه

ويزيل عن غدرانه الأكدارا

ويذكّر العلماء ألاّ يغمضوا

عما اقتضاه زمانهم أبصارا

ويجادل الأشرار بالحسنى فلا

ينفك حتى يصبحوا أخيارا

ويجدد العربية الأولى وقد

صارت بغفلة أهلها آثارا

ويعيد للإنشاء سابق مجده

ويشيد في أنهاره ما انهارا

ويردّ أعواد المنابر جذلة

لا تحسد الأعواد والأوتارا

ويبث بين الخلق غرَّ خلائق

بعظاته وينبه الأغرارا

ويحث أهل المال أن يتوسطوا

في البذل لا سرفاً ولا إقتارا

ويرود صرعى الجود في وزرائنا

ليحط عن فقرائنا أوزارا

يقضي حوائج سائليه فلا يرى

في نفسه سأماً ولا استكبار

ويعلّم الناس الأمانة والوفا

والصدق والإخلاص والإيثارا

ويظل بالإصلاح مغرىً كلّما

وجد السبيل إلى صلاح سارا

حتى كأن عليه عهداً للعلا

أن يصلح الأخلاق والأفكارا

إن كان فينا مرشد يقوى على

ذا العبء أوسعْنا له الأعذارا

أو لا فأولى أن تفيض نفوسُنا

هلعاً وتسعى للمنون بدارا

مات الإمام فيا سماء تفطري

فلذاً وطيري يا بحار بخارا

وتصدعي يا أرضُ وانضب فجأة

يا نيلُ وأمطر يا سحابُ حجارا

وقفي مكانَكِ يا كواكبُ واسقطي

كسفاً وخرّي يا جبالُ نِثارا

وذرِي رحابَ الجو تبعث صرصراً

يا ريحُ وأسري بيننا إعصارا

لا خيرَ بعد محمدٍ في العيش إن

كانت نفوس الخالفين صغارا