من أين للبدر أن يحكى محياه

من أين للبدر أن يحكى محياهُ

وكيف للدر يروي عن ثناياهُ

حنّت إلى لطفه الأفراح قاطبة

كأن ربك منها كان أنشاه

مهذب الطبع صانته شمائله

من كل عيب وزانته سجاياه

والله سوّاه من لطف ومن أدب

وأفرغ الحسنَ فيه حين سواه

دع يا عذولي ملامي قبل رؤيته

فأنت في الشجوِ مثلي حين تلقاه

فكل ما فيه من أوصافه حسَنٌ

تبارك الله كلَّ الحسن أعطاه

ولو قضى في هواه صبُّه شغفاً

ومرّ يوماً وحيّاه لأحياه

ألفاظه تسكر الأسماع رقتُها

تحل من كل قلب في سويداه

دعا الغرام فؤادي حين أبصره

جميل وصف فلبّاه وواتاه