يا صاح قل لي على تلك البراعات

يا صاح قل لي على تلك البراعات

ألؤلؤٌ هي في زي العبارات

أم تلك أقمار حسن قد أحاط بها

من حول نقطتها دارات هالات

أم دوحة صاح فيها الطير وابتسمت

آقاحها عن ثغورٍ لؤلؤيات

أم الصبا من ربى نجد معطرة

أدت لنا منهمو أسنى التحيات

أم ذا كتاب لنا ألفاظُه كشفت

عن المحجب من فنِّ الجراحات

أبان عن كل ما يعنو الطبيب له

وحار في فهمهِ أهل الدرايات

فلو رآه أبقراطٌ وشيعته

لقال من مبتدا هذا نهاياتي

ولو تبين جالينوسُ موقعَه

لحار في وصف هذي الابتداعات

ألفاظه الغرّ يستشفي المريض بها

بلا معاناةِ كدّ أو مشقات

تالله ما تقدر الحساد تنكر ما

في لفظه من بديع أو بلاغات

ولا جزالة معناه الجليّ ولا

إنكار ما فيه من لطف الإشارات

هيهات من ذا الذي في الكون يجحد ما

لأحمدٍ من براهينِ وآيات

ألس نجلَ الذي عمّت محامده

شرقاً وغرباً بآصال وبُكْرات