ألا كل ليل زار فيه خليل

ألا كلُّ ليلٍ زارَ فيهِ خَليْلُ

قَصيرٌ وإن بانَ الخليطُ طويلُ

وكلُّ دموعٍ في الهوى جفَّ غَرْبُها

فَحَتْماً على إثْرِ الفراق تسيلُ

وكلُّ اصطبارٍ بالبينِ قاصرٌ

وكلَّ عزيزٍ بالفِراقِ ذليلُ

وكل جليس رام تفنيد عاشق

فذاك على قلب المحب ثقيلُ

وأحلى الهوى ما ليسَ يُدْرَكُ وَصْلُه

وخيرُ حبيبٍ بالوعودِ مَطُولُ

أيا لائِمَ العُشاقِ ذُقْ مَطْعَم الهوى

لأنك داءٌ بالفؤادِ دَخِيْلُ

تُعَنِّفُ أربابَ الهوى مُتْ بِحَسْرةٍ

فذو العِشْقِ عَمَّا فيهِ ليسَ يَحُولُ

هَنِيئاً لِمَن زارَ الحبيبُ فراشه

بليلةِ سَعْدٍ والرقيبُ غَفُولُ

وباتَ يُسَقِّيْهِ من الثَّغْرِ قَرْقَفَاً

وقَصْرُ حديثٍ بالعِتابِ يَطولُ

وما كان للفجرِ المنيرِ غيابُه

ولا حانَ للشِعْري العَبُور أفولُ