أهل خبر فيه النجيد لنا يروى

أهَلْ خَبَرٌ فِيْهِ النُّجَيْدُ لنا يُرْوَى

تَفَجَّرَ دَمْعِي والنُّجيْدُ به يَرْوَى

وَيَرْوى به مِسْيالهُ وتِلاعُه

وإنْ زادَ فَوقَ السَّكْبِ سَكْباً فلا غروى

لأنَّ فؤادي ذَائِبٌ من فِراقِهِ

ولا راحةً قد رام قطُّ ولا حَزْوَى

وَغازَلتُ غِزلاناً بِهِ وجَآذِراً

وأسْكَرني تِيْهي فلا أعرِفُ الصَحْوا

وأحوى حَوَى قلبي فَحَاولت وَصْلَه

فَحال القَضَا حتى انقضى عمرُ من يَهوى

بُليت وما أبلى الهوى غير مُهْجَتي

وَفُرقَةُ أهلِ العِشْقِ من أعظمِ البَلوى

وَحُبْي لهُ حُبُّ البَخيلِ لمالِه

وراضٍ عليهِ لو يُحَمِّلُني رَضَوى

وَلَو مَنَّ لي مَنْ ريْقِهِ بِجُريَعة

عَرَفْتُ بأنَّ المَنَّ أحلى من السَلْوى

فأطْرَق لما أطْرقَ الوَخْطُ مِفْرَقي

وَفَارقْتُ لذاتِ الشبيبةِ واللَّهْوَا

قَطَعْتُ سَبارِيتاً على أرْحَبِيَّةٍ

بِسَاطُ الفَيافي في مَنَاسِمها يُطْوَى

إلى عَلَمِ الدُّنيا وغَيْثِ بِقَاعِها

سعيد الذي من كَفِّهِ عُرِفَ الجَدْوَى

خلالةُ سلطان الهزيزِ الذي سَطَا

بِسَيْفٍ شَدا في الهَامِ يَوْمَ الوَغَى شَدْوا

فرَاحتُهُ نارٌ جَحِيمٌ على العِدى

وأمّا على وُفّادِهِ جَنّةُ المأوى

قَوِيّ إذا الأبطالُ طالَ كِفاحُها

فلا بَطَلٌ يَوْمَ الكِفاحِ لَهْ يَقْوى

سعى للعلا حتى علا فَوْقَ هامِها

بِعَزْمٍ قويٍ فاعتلى الغايةَ القُصْوى

فتىً تَسْبِقُ الأقوالُ منهُ فِعالَهُ

وفي الوَعْدِ مِصْدَاقٌ فلا عَرَفَ السَهْوا

يَحِلّ عَسِيْرَ المُشِكلاتِ بَرَاعةً

فلا غيرُهُ يُرْجَى إذا انقَطَعَ الرّجْوى

هو العَيْلَمُ المُخْضَمُّ والعالِمُ الذي

ينير الهُدى مما يفوه مِن الفَتْوى