برق تبدى خفية بسناء

بَرْقٌ تبَدَّى خِفية بسَنَاء

سَحَراً يَعُطُّ جلاببَ الظَّلْمَاءِ

وظَنَنْتُ عُلوةَ قد تَزَحْزَحَ سَجْفُها

عنها ببطنِ الخيمةِ الزرقاءِ

أم زال عن أسمْاَ نياطُ لثامها

فتبسمتْ بالروضةِ الخضراءِ

قلبي تذكَّرَ جيرةً في ساخِفٍ

وطويلعٍ مع قاعةِ الوَعْسَاءِ

مع أثلةِ الوادي صَبِحْتُ خرائداً

عنقاء مع غرثاء مع غيداء

كم رَبْرَبٍ ماضي اللحاظِ عَهِدتُه

مع سلمةِ الوسطاء بالبطحاءِ

وحمَام أيكٍ ردّدَ الكافاتِ في

اثباتِ سَلْع مُوْلعاً ببكاءِ

قد هاجَهُ دهرٌ مضى بلذاذةٍ

ورغيد عيش قد مضى بِهَناءِ

آها على ذاك الزمانِ وطيبهِ

والشَّمْلُ فيه جامعُ الأهواء

أشْكو الجَوَى من فَقْدِهِ وفراقِه

وأبكي عليه بدمعةٍ حمراءِ

لولا سعيدُ نجل سلطان أتى

زمني لَمَا قَدْ كُنْتُ في الأحياءِ

حاز الريَاسةَ والسياسةَ والتُقى

والفخرَ عند العُرْفِ بالأشياءِ

في السلمِ للطاعاتِ فهو ملازمٌ

ولدى المعاركِ فهو قُطْبٌ رحاءِ

هذا السعيديّ الذي ملك الورى

طُرَّاً وَيَزْوي جودُه بالطَائي

إن شمته في الرَّوعِ شمتَ جَحَافلاً

والرأيُ فيه عالم العلماء

في كفِّه جناتُ عَدْنٍ للعَطَا

وجَهنّمٌ في الحربِ للأعداءِ

حَاضَتْ بيمناه الصَّوارمُ والقَنَا

من وَكْزِه في مَعْركِ الهيجاءِ

والشُهبُ تنظرُ فِعْلَهُ فَتَساقَطَتْ

جَزَعاً وحَلَّتْ باطنَ الدَّقْعَاءِ

الموتُ يَصْدُرُ من شَباةِ سنانه

فَتْكاً ومن أقْلامِه الغَرَّاءِ

إن رمتَ منه قضاءَ شُغل واجبٍ

أبداكَ بالمعروفِ والسَّراءِ

دمْ وابقَ يا نجلَ الإمام بنعمةٍ

وعَدَاك في ذُلٍّ وكُلِّ بَلاَءِ