بريق بدا بالغرب والاين يشكتي

بُرَيْقُ بدا بالغربِ والاين يشكتي

لوامعه مذ أحرقتْ حَلَلَ الدُّجى

تذكرتُ دهرَ الغانياتِ ووصلَها

وقد صار جسمي بالدموعِ مُضَرَّجا

وإني لطفل حين حلَّ بي الهوى

ولست أرى من مَدْخَلِ الحبَ مخْرجَا

واشتاق شوقَ النِّيب وأبْدِي حنينها

على من بدا وجهاً حكى الشمسَ أبْلَجَا

ويزهو بخديهِ عِذارٌ وحولَه

عققاربُ من تَلْسَبْهُ ما فيه مَخْرَجا

وثغر يحاكيه الوشاحُ يَصُونُه

بطرف بمحو الهُدْبِ قد صار أدْعَجَا

وحيات فَرْعٍ فوق متنيهِ رصّد

ترى القرط منه خائفاً مَتَلَجْلِجاً

وجيدٍ كجيدِ الريم إذ هو جافِلٌ

تُنير عليه الحلي نوراً مُعَرَّجاً

وخصر كأمثال الجديل مهفهفٍ

وردف زرى بالموجِ لمّا تموّجا

وقدٍّ كمثلِ السمهرية لينِ

وساقٍ به الخلخال غصَّ وادمجا

يواصلني والليل ينشر وفره

وليس يرى الواشون للسعي منهجا

فمن راحتيها الراح أرْشفُ صفوَه

وأرْشفُ بعد الراحِ ثَغْراً مُفَلّجا

بروضٍ به الأشجارُ نوَّرهُ السنى

يلبِّسه الرَّجاس ثَوْباً مدَبّجَا

أميلُ وأثوابي عليَّ قشيبةٌ

وراسي بتيجان الشباب مُتَوَّجا

وإني مسموع الامارات كلها

وما في يدي عدل ولو كان أعوجا

ويا ليتَ من لامَ الخليلينِ في الهوى

يكن في الورى صُمّاً وأعمى وأعرجا