زجرت عذولا رام صدي بعذله

زَجَرْتُ عَذُولاً رامَ صَدّي بعَذْله

عن السُود هذا منه من بعض جهلِه

ولم يدر أن العينِ لولا سوادِها

لما فعلت فعل القسي ونبْلِهِ

ولم ير أن البدر في وسطِ خلقِه

سواد ولكن عقلِه

ولا يَجْلو في الدنيا نَهَارٌ ولم يكُنْ

يُغَشّيِهِ ليلٌ أسودٌ عِنْدَ سَدْلِه

ومَنْ هُو لا يَهْوَى الشبابَ ولونَه

ويرغبُ في حُبِّ المشيبِ ونصلِهِ

ومن لامَ في حبِّ السواد فلم يكُنْ

عَرِيفاً بأفعالِ الهواءِ وقتلِهِ

فلا يبتغي إلا طعاماً لجوفه

كنِضْوٍ رعى بَقْلاً وَرُدَّ لحبلِهِ