سعيد بن سلطان بنى العز والعلا

سعيد بن سلطان بنى العزَّ والعُلا

بَحَدّ حُسامٍ والنفاقَ أزاغهُ

ويَفْضَحُ قُسّاً في المَقالِ ولن ترى

شبيهاً له في النُطق إن هُوَ صَاغَهُ

إذا طالَ باعُ المجدِ فهو ذِراعُه

وإن قام رأس الفخرِ كان دِماغه

ومن رامَ في أيامِهِ نيلَ مَعْقِلٍ

سَقاه قَنَاةَ الموتَ كَرْهاً فَسَاغَهُ

لِمَجدِ ابن سلطان له الفَتْحُ والعُلا

ومن ينصرنه اللهُ مِنْ مَنْ أزَاغَهُ

فتى يتمنى الوَكْفُ وكَفْانَ كَفِّهِ

وشمسَ معاليهِ وعَذْبَ مساغِهِ

إذا كَرَّ أملى البَرَّ ضمّر خَيْلهِ

وإن بَرَّ بحر ليس يقضي فراغَهُ

يُلَكّنُ قُسّاً في الخِطابِ وإنه

لسيفٌ برى مَنْ صَدَّ عَنْهُ صُداغه

للهِ من زمن خلَّى السرورُ به

تزورني عُلْوَةٌ والليلُ مُعْتَكِفُ

طوراً يُقَرْطِقُ أذني دُرَّ مَنْطِقِها

وتارةً تَسْقِني ظَلْماً فأرْتَشِفُ

أميلُ مِن حَبَبِ العُنْقُودِ مجْتَنياً

وأنْشَني لرِياضِ الخدِّ أقتْطَفُ

باتتْ على ملبسِ التقوى تُصافحني

كما تَصَافَحَ حرفُ اللامِ والألِفُ

وللحوادثِ غَفْلات ظَفْرنَ بها

يَلُفّنا الشوقُ أحياناً فنأتَلِفُ

حتى أتى الصبحُ وابيضَّت مفارِقُه

والنجمُ بالغربِ فوقَ الجبْل مُنْهَدِفُ

قامتْ تُودِعُني والنارُ تَسْعَرُ في

أكبادنا ودموعُ العينِ تَنْغَرِفُ

وللنوى طَعَنَاتٌ في ضمائِرِنا

والبينُ بانَ لنا من نَعْقِهِ التَلَفُ

فَوَدّعَتْ ولآلي الدّرِ تَنْشُرُهُا

كجودِ سيّدِنا السلطانِ يَرْتَدِفُ

هذر سعيدُ بن سلطان الذي اعتمدتْ

به البِقاعُ ونارُ العِزِّ والشَرَفُ

إنْ حامَ يومَ الوغى بالسمر معتقلاً

شمت العِدا انهزما مِ الطعنِ وانصرفُوا

يَعِفَّ عنهم إذا ذلوا ويأمنهم

لكنهم دُهِشوا وَلّوا ولا وَقَفُوا

حلّ الفناءُ بهم لمّا طَغَوا وبَغَوا

وَخَالفوا ما بهِ الأحياءُ والسَّلَفُ

إن شِمْتَهُ بغبارِ الحربِ ملتثماً

فسيفُه بارقٌ للخَصْم يَخْتَطِفُ

ويَشْهَدُ السيفُ والمُرّانُ ما فَعَلتْ

يَمِيْنه وكذا الأقلامُ والصُحُفُ

فجودهُ قد زرى بالسُحب منحدراً

والخَلْقُ في دارِه للبَذْلِ تَعْتَكِفُ

يَفْنى المديحُ وباقي الوصفِ فيه ولو

كلُّ الخلائقِ ما قالوا وما وَصَفُوا

واسألُ اللهَ أنْ يُبْقِيه مرتفعاً

تُبنى له في العُلا الأبراجُ والغُرَفُ