فلي كبد ما انفك عنها غليلها

فلي كَبِدٌ ما انفَكَّ عَنْها غَلِيلُها

ولي أعْظَمٌ لا شَكَّ زادَ نُحُولُها

وقد شِمتُ بَرْقاً بالعقيقةِ مَوْهِنا

وأعجبُ من لَمْعِ البروقِ كَليْلُها

ولي عَبْرةٌ طولَ الزمانِ أصونُها

وها أنا في الأهواءِ كُرْهاً أذيلها

وكَلَّفْتُ نفسي الصبرَ وهي تَرُدّهُ

وَنُحت ولو يَشْفِي النفوسَ عويلُها

وما زلت أبدي زفرةً إثْرَ زفرةٍ

ولوعةَ تَذْكارٍ كثيرٌ قليلُها

وبَيْنَ ضُلُوعي جَذْوةٌ مُسْتَحِرَّةٌ

وقد أسْعَرَتْها عُلوة وَطُلولُها

فنظمي علا كلَّ القريض لأنه

بعُلوة غَزْلي في قَوافٍ أقولُها

ولو أنها زالتْ من العينِ لم تَزَلْ

بقلبي ففيهِ ظِلُّها وظَلِيلُها

وعلوة مَحْيَائي وروحي وَمَسْكَني

وعلوةُ دُنيائي ونَفْسِي رَسُولُها

لها مقلةٌ بالسِّحْرِ فهي كَحِيلَةٌ

وأقْتَلُ أحداقِ العذارى كَحِيْلُها

لها قامةٌ كالسَّمْهَرِيّ وخَصْرُها

نَحِيْلٌ وفَاقَتْ بالخصور نُحُوْلُها

وفَرْعٌ لها كالليلِ مَعْ جِيْدِ واردٍ

وأحسنُ أجيادِ الحسانِ طويلُها

وصَدْرٌ رَحِيبٌ فوقَ ثِقْل رَوَادِفٍ

وأفضلُ أردافِ النساءِ ثَقِيْلُها

ولا عيبَ فيها غير أنَّ زكيةً

إذا نُسِبَتْ في العالمينَ أصولُها

وليس كُثَيْرٌ هامَ مِثْلي بِعَزَّةٍ

وليس بِبُثْنى هام مثلي جَمِيلُها

وكم ليلةٍ غَرَّا حَمِدْتُ بها السُّرى

ولا حانَ للأفلاكِ فيها أفُولها

وألوي بأعناقِ المَطيّ زِمامَه

بأرضٍ يُخِيفُ الأسْدَ فيها أفولُها

تَقُدُّ أديمَ الأرضِ نكحُ مَنَاسمٍ

بِمَهْمَهَمٍ قا حارَ فيها دَلِيْلُها

تجوب القيافي نحوَ عُلْوَةَ قَصدُها

يُغَالِطُ مَسْراها لعمري مَقِيْلُها

تخوضُ غمارَ الآلِ مثل سفينةٍ

ببحرٍ متى نِيْطَتْ عليه حمولُها

وإني عليها والمُهَنَّدُ في يدي

وخطيّةٌ قد يَنْطحُ النَّجْمُ طولُها

ونُطْقِي عَلا الجوزاءَ شأناً وَرُتْبةً

ويُظْهِرُ عِتْقَ الصافناتِ صَهِيْلُها

وإنْ قلَّ مالي لا تَقِلَّ مَكارِمي

وأكثرُها في العالمينَ جَليِلُها