فها كبدي من محجري تسيل

فها كَبِدي من مَحْجَريّ تَسِيلُ

وأن فؤادي مِ الفراق قتيلُ

أيا سلوتي أن النحوسَ طوالعٌ

علينا وأفلاكُ السُّعودِ أفُولُ

مَطَا البينُ فبينا بعدما لفَّنَا التُّقى

تشرعنا منهُ قَنَاً وَنُصُولُ

يُجَرّعُنا كأسَ التفرقِ غُدْوَةً

وأدمعُنا فوقَ الجيوبِ طُلولُ

وكلُّ صحيحٍ من مفاصِلنا غدا

من الهَمِّ بالتفريقِ فهو عَلِيْلُ

وكلُّ قصيرٍ من شهورِ اجتماعِنا

فلمَّا افترقْنَا عادَ وهو طَويلُ

وكلُّ عزيزٍ بالوِصال منعّمِ

فإن غريرَ الحبِ فهو ذليلُ

فما جدبت يا سلوتي قطُّ عَبْرَتي

ولا خَصِبت بعد الفراقِ طُلولُ

فِراقُكُم مُرّ عليَّ ووصلُكُم

لذيذٌ ولو فيهِ المِطَالُ يَطُولُ

رعى اللهُ دهراً جامِعَ الشملِ بيننا

فيا ليتَه واللهِ ليسَ يزولُ

فيا ليتني أحظى بقربِ سُليوة

يطيبُ بنا بعدَ المبيتِ مُقِيْلُ

وميّالةُ العِطْفين ريّانُ قدِّها

خفيفٌ وأمّا رِدْفُها فَثَقِيْلُ

خَبَرْنَجَةٌ غَرْثَاء لَفّاء طَفْلَةٌ

تُوَشِّحُها بالخَصْرِ منها حُجُول

وجيدٍ كجيدِ الرئم من حين اتلعتْ

على بانة المِسيال وهي خَذُول

فلا يثني عن حُبِّها قَطُّ عاذلٌ

ولو أن كلَّ العالمين عَذُول