هذا الحمى فانزلوا طرا بحومته

هذا الحِمى فانزلوا طُرّاً بحومتِهِ

وكبِّروا واسجدوا في شَطْر قِبْلَتِهِ

حلّوا به واكحلوا الأجفانَ تربتَه

وقبّلوا الأرضَ تكريماً لحرمتِهِ

روض يسمّى نَفُوساً زان منبتَه

بفضلهِ اللهُ أحْيَاهُ ومنتِهِ

مَنْ حلَّهُ طابَ نفساً واعتلى شَرَفاً

ونال خيراً من الباري بجنتِهِ

تَهْتَزُ أغصانُه سكرانةً طرباً

من النسيمِ وفاءتْ نحو ظُلَّتهِ

به القَرَنْفُلُ مصفوفٌ يميسُ كمَا

غِيدٌ يُحرِّكُها عُودٌ بنغمتِهِ

يُنَمِّقُ الطَلُّ أطراساً مُنَمْنمةً

والطيرُ يقرا بوَعظٍ في صحيفتِهِ

والغيمُ يبكي بدمعٍ فيه مندفقٍ

والنبتُ مبتسمٌ من سَكْبِ عَبْرَتِهِ

طابتْ مغارسُ أشجارٍ بهِ وَزَهَتْ

والرَّبُّ يَسقيهِ ريَّاً طولَ مدَتِهِ

واهْتَزَتِ الأرض تِيْهاً مُعْجباً وربتْ

واخْضَرَّ مورقُهُ من نُورِ رَحْمَتِهِ

يُسْمى عليا فتى مسعود مسعدنا

بكل شيءٍ وقد نهوى لقُربتِهِ

زاكي العناصر قرْمٌ نافقٌ سَمِحٌ

ذوو السؤالِ وقوفٌ عند عُتْبَتِهِ

أميرُ قومٍ تصاغ المكرماتُ له

تَقَعْوَسَتْ بِدع الأهْوا بطلعته

عزيزُ نفسٍ كريم الطبعِ منبسطٌ

صافي العقيدةِ محمودٌ لسيرتِهِ

ما شمتُهُ غيرَ وَضَّاحِ ومُنشَرحٍ

والصَّدرُ مستعٌ من كرْبِ أزمته

واسأل اللهَ جمع الشمل في سرَع

عَنْ نصطلي زمناً نيرانَ فرقتِهِ