أطفال غزة يأكلون جموح الحجارة

يأكلون جُموحَ الحجارة

أطفال غزّة يأكلون جموح الحجارة ..

 ينسفون الخوابي التي اهترأتْ

من انفعالات الريح على نوافذهم المتكسرة..

أطفال غزّة في العالم المتحجِّر،

في زمن السحر والمقولات الجريئة

 حتى نخاع الافتراء ..

 يجتزؤون حواسهم الفريدة

ويتقاسمون أجسادهم المُنتَهكة

 كي يصلوا إلى قلبِ اللهْ ..

 يصيرون سورةَ الزمن الآتي ..

 يصيرون التاريخ الأسود

 لجموع الخنافِسة

 المشتعلين بحقد الشياطين ..

أطفال غزّة لايستنفذون أحلامهم

 بل هي تضيئُ كإيقونات مريم

في عيد الميلاد..

 و شموعهم أناملهم الصغيرة

 تقول وترصد مافعله القاتلونْ ..

أطفال غزّة في عالمِ الخَراب ..

 حين يتوقف ضميره عن قولِ الحقيقة ..

أين هم هؤلاء الأطفال

 في عيد الأضحى وعيد الميلاد؟ ..

 حين يُفتدى بهم ليصيروا الذبائح والفداء ..

 أيّ زمنٍ هذا !!

يا أيتها النفس المطمئنةُ ….

 يا محمّد العربي .

ياطفل المغارة  يايسوع ..

 يامريم المجدلية .

ياموسى و يا أنبياء الأرض

 اخسفوا بمحبتكم شياطين الظلام !!!

أحفاد موسى أصابهم العَماء ..

 تفرعنوا ،

 تشرذموا وهاموا كالأفاعي

 يقتلون الطفولة في وطن الأنبياء …

  كم من بياض الثلج

أنسلهُ من روحي

ومن جذور غربتي ؟

سأقطف لكم أيها الأطفالُ

الواقفونَ على حدود النار…

وكيف أمنحُكم دفئاً

والثلوج تستوطن في أجزائي ؟!

ليتني شجرةٌ تثمر أبداً

 كي أطعمكم ثماري …

ليتني منزلٌ يتسع لكل شموخكم وقناديلكم

 التي لا تعرف الظلام

لأن أرواحكم تسكنها الملائكة

لأّن أجسادكم تنفحها أنهار الكوثرْ …

يا لهذه الكرة المعجونة

 بقذارات الشياطينْ …

هذه الكرة الزجاجيّة الأرضية

 على وشك الانفجار

 من حُمّى القهر وتعسُّف الغزاةْ …

 أيها البشَرُ الغارقونَ بالنَّارِ

البشرُ الذينَ يتطيّرون

 ويتحابون ويتنابذون

 يتخاصمون ويفترون

 يقتلون ويُقتَلون

 و يقرؤون

 ويسطرون

  ويأكلون

 ويشربون !!…

يا للطفولةِ

 حين ينصبون العداء

 لأجنحتها النورانيّةِ

 وهي الطافحةُ بالطّهارة والنقاءْ ….