إثنان في قصائد

حمامة

سَيعرفها من هديلٍ حنونْ …

يحطُّ عليهِ نسيماً

ويمضي بهِ كالهوى

والجنونْ …

سَيعرفها من بَياضِ الصّباحِ

تبوحُ به ،

وتُمَزّقُ عن قلبهِ

حشرجاتِ المنونْ …

سَيعرفها،

حينَ تلغي المسافةَ بين َمداها

وبينَ مَداهْ …

وتغرِقها ،

عاتياتُ الدروبِ

تلوذ ُبهِ

شاطئاً من أمانٍ

وترسمهُ شعلة ً

من متاهْ …

قمران

قمران يشتعلانِ

في حضن الغيومِ

كنبضة ولْهى

جريئةْ……

في الشعر يغتسلان من تعبٍ

وفي قلبيهما،

تشدو نبوءةْ…

سؤالان

كيف اخترقتْ روحكَ

خمسة َ أقمار ٍ

وجدارْ ؟…..

كيف قطعتَ ثلاثينَ دمارْ ؟

ونثرتَ ربيعكَ فوقَ ضلوعي

شمساَ ونهارْ ؟ …

صورتان

صفحةٌ من خيالْ

عكستْ صورتينِ

ومرآةَ حبٍّ

بهيِّ الكمالْ…………

وتعانقتِ الصورتانِ

كأنهما كوكبٌ داخلٌ

في شظايا هلالْ !……

طفولة

كانا باقة َ أسماكٍ سحريّة ْ

تزهر في حضنِ الأزهارْ……

عِلماً أنّ النارْ،

ترسل في الفجر فراشاتٍ

بحريَّة ْ …

كانا طفلين ِ وحلماً وسحابْ

عِلما أن الشعرَ هو الحلمُ

وكأنّهما كنزٌ لا يفنى فيه الشعرُ

ولا يفنى فيه الأحبابْ……..

فاشتعلت أنفاسهما أسئلة ً

في قاع الحريّة ْ…

الشاعر

يشتعلُ الآنَ ربيعُهْ

ذكرى للأرضِ

وفاتحة ً للنَّارْ …

يصطادُ عبير اللحظة كاللؤلؤ

والحلم ..

ويفرطُ دهشته حبَّاتٍ نورانيَّة ْ

فوق مياهِ قصيدتهِ الولهى

كي تسطعَ بالأسرارْ …

خصب

هو الخصب ضوءٌ ،

على العشب والزهْرِ

والاشتهاءْ…

هو الحلمُ والاشتعالُ البهيٌّ

وأنشودةٌ للصَّباحِ

وتغريدةٌ للمساءْ….

هو الآنَ جذري وأغصانكَ،

تهفو إلى النورِ

تحتَ جناحِ السماءْ…

هو الخصبُ ثورةُ أعماقنا

إذ تسافرُ في الكونِ فجراً

وتنشد في الليلِ

ضوءَ البقاءْ!…

صوتان

تضيء نوافذ الكلماتْ!…

كأن الشمسَ صوتكَ

تغسل الصبحَ المندَّى،

من دموعِ خطايْ…

ويصبح ظلّها قلبي

فليتَ الحبَّ يبرئها

منَ الظلماتْ!…

وأرتشف الصدى

لكأن ذرات الصدى

صارت مياهكَ،

ترشح النار التي تسقي دمايْ!!…

* * *

كم نجمة نامت على قلبي

وكم فجر تنحى عن دروبي

كي أهدهدَ شمسَ صوتكَ

في سمايْ ؟ ! …

اسكبْ صدى وطني

على شفقٍ مدمّى من شفاهكَ

واسقني نوراً تعطرَ من شذاهْ ……

هذا الهوى المجنونُ

فوق هلالِ بيتي

أو صليبِ جروحهِ

يهمي ربيعاً في سناهْ ….

يخطو …

مباركة خطاهْ …

وخطاهُ من نورٍ

على نهر ينادي :

ها أنا ماءُ الإلهْ …

فلتنزفِ السّاحاتُ

والأرضُ الشهيدة

كي تشعَّ بلؤلؤ الفرحِ الجباهْ ! …..

* * *

وألاحقُ الصوتَ المسافرَ

في لهيبكَ والبحارْ …

تهفو رؤايَ إلى رؤاكَ بهيّة

لكنني أبقى السجينة

في متاهاتِ الغبارْ ! …..

صوتي وصوتكَ

كالصدى والصوتِ

إذ يتعانقان مدىً

وأغنية

على عشبِ النهارْ ! …

* * *

اقرأ : هنا صوتي

وجرحي قد تدحرجَ

فوق أجنحة السؤالْ ……

فتح المدى

وأثارَ ضوءاً من دمائكَ

كالغزالْ …

* * *

اقرأ على بابي الكتابْ

فلربما للأذن عينٌ

كي ترى عينَ الصدى

وترى الغيابْ ! ……

اقرأ …. فهذا جمر صوتي

حين يقدح نارهُ

في روحكَ البيضاءَ

تأتيني على شجر الحنين

كنسمةٍ فوقَ الشعابْ …..

هي صوتنا وضياؤنا

وقصيدة أبهى

لتدفع من رؤانا وحشة المنفى

وأهوالَ اليبابْ ! ! …..