طفلة ونجم

تدورُ قوافلُ اللحظاتِ
أحْلاماً ملوّنةً
تُنوّرُ وجْهَ أسْئلتي …
وتبرقُ خلفَها النجماتُ
حالمةً بأُغنيتي …
وأُغْنيتي نشيدُ الصبْحِ،
نجمٌ حالمٌ يهْفو
ليبحثَ عن ملامحِهِ
وعن قسَماتِ طفلتهِ …
تُهجّي الضَّوءَ في لُغتي …
وفوق سنابلِ السّنواتِ
يمضي العمرُ غيماتٍ مُسافرةً
فأنْساها … وتنساني …
نصيرُ فضاءَ مَنْ نَهْوى …
وفيضُ الشّوقِ
يكْتبُها ويكْتبني …
ويخْطفُها جنونُ الليلِ …
إذْ يَسْري غموضٌ
في مشاعرِها
وأشياءٌ تُداريها
وتهْربُ من معانيها
وفوق الأرضِ قنديلٌ سماويٌّ
يمزّقُ وحدةَ امرأةٍ
ويلبسُ ثوبَها الفضيَّ
يحْملها إلى فرحٍ
وفوقَ الغيمِ يحْملني …
يمدُّ يديهِ
منْ شبّاكِ غربتِها
يعانقُ روحَها الولْهى
يُدثّرها بطيفِ رؤاهُ …
أو يهْمي كحَبِّ النورِ
في روحي
ليغرقَني …
وترتعشُ السَّتائرُ في
أناملِها …
ويطويها بنفْسجُها
وتجْرحُها شموسُ الليلِ
والرؤيا
وبوحُ النّجْمِ خلفَ البابِ
مبْتلّاً بنبضِ القلبِ ،
مسْفوحاً على أوراقِها
البيضاءِ
كالثلجِ الذي في الليلِ
نوَّرها … ونوّرني …
كأنَّ الموجَ خلفَهما
يُلحّنُ مَدَّهُ الآتي
على أعشابِ روضتِها …
فتفْرشُ في زنابقِهِ أُنوثتَها
وتحْضنُ شوقَهُ الأبديَّ
أُمَّاً في أُمومتِها ،
وطفلةُ روحِهِ الأنْقى
تظلُّ تبوحُ في دعةٍ
لتوقظَ روحَهُ فيها
وتوقظَني …
تظلُّ الطفلةُ الهيفاءُ ما بقيتْ
نجومُ الليلِ
تسْرحُ في أمانيها
فتسْحرها
وتسْحرني …
- Advertisement -