غياب بلقيس

 

غائبةً كانتْ بلقيسُ

أمِ الغائب أنتْ ؟!!

أخذتْ منكَ البحرَ

وزرقةَ عينيكَ

ودقاتِ القلبِ المشحونةَ بالبرقْ …

أخذتْ شهقةَ روحِكَ ،

رعشةَ أزهارِ الجسدِ الغافي

في حلُمٍ يسرقهُ كابوسُ الشَّرقْ !…

أخذت خاتمكَ الملكيَّ،

كنوزَ سليمانَ

وتاجَكَ

والمملكةَ الخضراءْ…

غائبةً كانتْ

أمْ كنتَ الغائبَ

لا فرقْ !…

**

يا الهدهدُ إنْسُجْ أسرارَ الحكمةِ

في عرْشِ امرأةٍ

علِّمْها باسم اللهِ

وباسمِ الحُبِّ

وباسم الشِّعرِ

بأنّ سليمانَ يُرتِّبُ أضواءَ قصائدهِ

 الورديَّةَ،

نجماً

نجْماً

كي تنجُمَ بلقيسُ كوهْجِ الشمسِ

تُفَتِّحُ أزهارَ محبَّتِها الأولى

فوق جبين العاشِقِ والتائهِ

في جنَّتِها الفيحاءْ !…

غائبةً كانتْ بلقيسُ

أمِ الغائبُ أنتْ ؟!!

أخذتْ كلماتِكَ

كالشالِ تغطّيها

صيفاً وشتاءْ..

أخذتْ لثغةَ صوتِكَ

تهطلُ في دمها،

مطراً

شِعراً

وهديلَ نداءْ !..

أخذتْ كل طقوس غوايتها

وعطورَ براءتها الأولى،

وجَعَ الغربةِ ،

حينَ تصيرُ الدّاءْ …

كالجمرةِ تقطفُ وهْجَ  أنوثتها

وتعانقُ أشجارَ غيابِكَ

في الأمْداءْ …

تركتْ معطَفَها الشتويَّ

المسْكونَ

 بقبلتكَ الأولى

كي تصحو في روحكَ

عصفورةَ شوقٍ

حمراءْ !..

***