يا مجلسا أينعت منه أزاهره

يا مَجْلِساً أَيْنَعَتْ مِنْهُ أزاهِرهُ

يُنْسيكَ أَوَّلَهُ في الحُسْنِ آخِرُهُ

لم يَدْرِ هَلْ باتَ فِيهِ نَاعِماً جَذِلاً

أو باتَ في جَنّةِ الفِردوسِ سامِرُهُ

وَالعُودُ يَخْفِقُ مَثْناهُ وَمَثْلثُهُ

والصُّبحُ قدْ غَرَّدتْ فِيه عَصافِرُهُ

وَلِلْحِجارَةِ أَهْزَاجٌ إِذَا نَطَقَتْ

أَجابَها مِنْ طُيُورِ البَرِّ ناقرُهُ

وحَنَّ مِنْ بَيْنِها الكُثْبانُ عنْ نَغَمٍ

تُبْدِي عَنِ الصَّبِّ ما تُخْفي ضَمائِرُهُ

كأنَّما العُودُ فِيما بَيْنَنا مَلكٌ

يَمشي الهُوينا وتَتْلوهُ عَساكِرهُ

كَأنَّهُ إِذْ تَمَطَّى وهْيَ تَتْبعُهُ

كِسرى بنُ هُرمُز تَقْفُوهُ أَساوِرُه

ذاكَ المَصُونُ الذِي لو كان مُبْتَذلاً

ما كان يَكْسِرُ بَيْتَ الشّعْرِ كاسِرُهُ

صَوْتٌ رَشِيقٌ وَضَربٌ لو يُراجِعُهُ

سَجْعُ القَريض إذا ضَلَّتْ أَساطِرُهُ

لو كانَ زِرْيابُ حَياً ثم أُسمِعَهُ

لماتَ مِنْ حَسَدٍ إِذْ لا يُناظِرُهُ