لحظات من شبيهات الدمى

لحَظاتٌ من شبيهات الدُّمى

صرعتني بين ظَلم ولَمى

بعد ما قلتُ تناهت صبوتي

رجَّعتني مستهاماً مغرما

لائمي أقصر فإني كُلَّما

زدتَ لوماً زاد سمعي صمما

بأبي من جاءني معتذراً

وجِلاً ممَا جناه نَدِما

فرأيتُ البدرَ في طلعتهِ

ضاحكاً من وَجهِ مُبتسما

زائرٌ أسألُ عنه مقلتي

هل رأته يقظة أو حُلما

بوشاح ناقضُ الحجلُ فذا

باح بالسرِّ وهذا كَتما

كيف تَخفي زَورَةُ الصُّبح وقد

فَتَّحَ الروضَ وجلَّي الظُّلما

عجبي من سقمٍ في طرفه

يورث الجسمَ ويشفي السَقَما

قمرٌ يعبدُهُ عاشقُه

عبد المفتون قبل الصَّنما

قد أعار الكأس منه وجنةً

وثنايا ورُضاباً وفما

أحبَاباً ما أثار الماءُ في

جَوِّها أم حَدَقاً أم أنجُما

جالَ فيها لؤلؤا منتشِرا

وعلاها لؤلؤا مُنتَظِما

كيف أعتَدُّ بلقيا هاجرٍ

قبل ما حاول وصلي صرما

لو تجاسرتُ على الفتك به

لم أعُد أقرع سنّي ندما

أي شيءٍ ضّرني لو أنني

كنت في الحِلِّ طرقتُ الحرَما

أنا عندي من شفا عِلَّتَهُ

من حبيبٍ مُسعِدٍ ما أثمَا

ولقد ذقتُ بكاسات الهوى

عَسَلاّ طوراً وطورا علقما

وجليسٍ قد شنئنا شَخصَهُ

مذ عرفناهُ مُلِحّآ مُبِرما

ثَقَّلَ الوطأةَ في زورتِهِ

ثم ما ودّع حتى سَلَّما

بعضُ مالاقيتُ منه أنَّهُ

نَفَّرَ الرئمَ الذي رَئِما

ذَلَّ من يأوي إلى مُلتَجَىءٍ

ليس يؤوي ويروّي من ظَما

وأعَزٌّ الخَلقِ طُرّا عائِذ

برئيسِ الرؤساء اعتَصَما

نحنُ منه في جَنانٍ وًرَعٍ

فَلبَسُ العِزِّ ونجني النِّعَما

قد بلوناهُ على عِلاَّتِهِ

فبلونا العارِضَ المُنسَجِما