خربت دار مقام كنت تنزلها

خرَّبت دارُ مُقامٍ كنتَ تنزلُها

فما عَمرتَ ديارَ الهُون والحِلَلا

فاليومَ تخلعُ ما عالَيتَ من حُللٍ

إذ لم تُظاهِر مِنَ التَّقوى بِها حُللا

لا يَحجبُ الموتَ ما أرسَلت من حُجُبٍ

ولا يُكِلُّ وإن كلَّلتها كِلَلا

يا جامِدَ الدمع لو أنصفت كُنت حرىً

أن تجري الدمع لا أن تُجري الغَلَلا

لا تفرحنَّ بما أوتيت من سعةٍ

فهي الغُلولُ وإن سميتها غللا

ولو دفعت بنفسٍ أنت مهلكها

أوردتها نهلاً في الأجر بل عَللا

أما وربك والأوزارُ عاثرةٌ

لقد تجلّلت ذنباً فادحاً جَلَلا

ماذا يروقك من دارٍ كأنّكَ قَد

أصبَحت تمثُل في أطلالِها طَلَلا

بل كيفَ يَثبُتُ مَن زَلَّت بهِ قَدَمٌ

على الصِّراطِ وما إن يحملُ الزَّلَلا

أم كيفَ تَرفَعُ مُختلاً تقدِّمُهُ

إلى بصيرٍ بهٍ لا يقبَلُ الخَلَلا