قران سعدين لا يحور

قِرانُ سَعدَينِ لا يَحُورُ

ركبُ المُنى حَولَهُ يدورُ

زارَ بهِ الدَّهرُ لا عَدِمنا

دَهراً بأمثالها يَزورُ

وانتجزَ الوعدُ في لقاءٍ

ألقى عصَاهُ بهِ السُّرورُ

تجوزهُ أَعينُ اللّيالي

وهي غِزارٌ إليه صُورُ

ما ضَرَّ أن غابت الدَّراري

عن مَلأٍ هم بهِ حضورُ

أطوادُ حِلمٍ بُحورُ عِلمٍ

تَصغُر عَن قدرِها البُحورُ

تتوّجُوا بالوقار زيّاً

تَعجَبُ من حسنهِ البُدورُ

ما الخيرُ إلا بهم وفيهم

هُم حيثُ حَلُّوا هدىً ونورُ

هم قُدوةُ النّاس لا أُحاشي

ومُدَّعي غيرِ ذاكَ زورُ

بهم ولولاهمُ هلَكنا

تُحَلُّ أو تُعقَدَ الأُمورُ

لم يغب البِرّ عن صداقٍ

فيه لأَسمائِهم سُطورُ

قد سطعَ الندُّ والبخُورُ

فكيفَ لا تَسجَعُ الطّيورُ

ها إنّ زُرزوركم حَفِيُّ

بكم عن القَصدِ لا يَجُورُ

يفتُرُ في الشَّدوِ كلُّ طيرٍ

وما لَهُ عنكُم فُتورُ

عَوَّد منقارَه ثَناءً

في نَشرهِ للعلا نُشورُ

يحفظُ إحسانكم بشُكرٍ

ما ضَيَّعَ النِّعمةَ الشَّكورُ

لا أَوحشَت منكُم المَعالي

ولا خلَت منكمُ الصُّدورُ

ودُمتمُ مَفزَعاً وذُخراً

لِرَتقِ ما تفتُقُ الدُّهورُ