كم مقلة من مقل الحور

كم مُقلَةٍ من مُقَلِ الحُور

تَبسمُ بين الت ّينِ والطُّورِ

كحلاءُ دَعجاءُ ولكنّها

تنظرُ مِن نورٍ على نُورِ

مِسكيَّةٌ عَرفاً ولوناً فإن

تَرقرقَت سالَت بكافُور

تلكَ الّتي بوركَ في رِسلِها

فانبجَسَت بالعَبَقِ الجُوري

تُنبِتُ بالدُّهنِ وصِبغٍ لهُ

لدونةٌ في كُلِّ حُنجُورِ

صَافِي ضَمير الغَيبِ ذِي رونَقٍ

من ريقَةِ الجَونَةِ مَقصُورِ

سُبحانَ مَن أَبدعَهُ كَوكباً

مُلتَمِعاً من قطعِ دَيجُورِ

يا جَنّةً أرَّقنِي حُبُّها

هل لكِ في نَفثَةِ مَصدُورِ

ما تَأمُرينَ اليومَ في وامِقٍ

يُدنيكِ من قَلبٍ وتامور

يا حَبَّذا دَوحُكِ من ناعِمٍ

مُستصحَبِ البَهجَةِ منظُورِ

يرفُل في سُندسِ أَبرادِه

إذا تَعرَّى كلُّ يَخضُورِ

إن كُفِرَ الكَرمُ فما زلتَ ذا

جَيبٍ على الإيمان مَزرُورِ

تلكَ يُوَلّيها الخَنا أهلُها

وخُطَّة الإسرافِ والزّورِ

وأنت طُهرٌ وأمانٌ لَنا

من كُلّ مَخشِيٍّ ومَحذُورِ

أُنسُ بُيوتِ اللَهِ إن أوحشَت

وبُعدُها من كُلّ مَحظُورِ

فأَشرَف الخيرُ الّذي لم يزَل

ذا شرَفٍ في الدَّهرِ مَذكُورِ

أَفِض عَلينا من جَناكَ الّذي

فاضَ بِبَحرٍ فيكَ مَسجُورِ

حِلفيَ أَولى من دِنانٍ غَدا

سَعيُكَ فيها غَيرُ مشكورِ

هل لكَ في ذي كَبِدٍ رَطبَةٍ

تُصبِحُ فيها جِدَّ مأجُورِ