مثواي في الدن مثوى الدر في الصدف

مَثوايَ في الدَّنِّ مَثوى الدّرِّ في الصَّدَفِ

والسَّيفِ في الجَفنِ والإِصباحِ في السُّدَفِ

لم يَرتَفِع عن عَوادي الدَّهرِ ذُو قَدرٍ

لو كانَ كيوانَ في مَجدٍ وفي شَرَفِ

فالشمسُ يَستُرها دَجنٌ ويحصُرها

واللّيثُ في غابةٍ والبدرُ في كلفِ

والعلمُ في الظنِّ لا تأتيك نُكتَتُهُ

إلا إذا ما رَمى منها إلى هَدفِ

حتّى إذا ظفرت كفُّ اليقينِ بِها

جاءَت بنورٍ من الظَّلماءِ مُقتَطفِ

من كانت الشَّمسُ والأَنوارُ أسوتَهُ

فَما يَبيتُ على وَجدٍ ولا أَسَفِ

لِلّهِ أُمّي التي لمَّا رأَت كِبَرِي

دَرّت عَليَّ وآوَتنِي إلى كَنَفِ

تَسَلّمتنِيَ عن أُخرى مَباركةٍ

باتت تَرِفُّ عليها تُربَةُ الجُرُفِ

وما الّتي أَرضعَتني أَمسِ في صِغَري

فوقَ التي أَرضَعتني اليومَ في خَرَفي

جادَت بِدِرَّتِها حتّى إذا نزفت

سكّنت أَحشاءَها من شِدَّةِ الشَّغَفِ

يا ذِمّةً عصفت ريحُ النَّوال بها

إنّي على ثِقَةٍ من عاجِل الخَلَفِ

يا راهبَ الدَّيرِ سَقِّ الناسَ من شِيَمِي

فإنّها نُطَفٌ ما شئتَ من نُطَفِ

ليسَ التي عُتّقت في ناصِعٍ أَرِجٍ

مثل التي عُتّقت في الغَارِ والخَزَفِ

هي السُّلافُ التي يُجنِيك دائرها

ما شئتَ من مبسمٍ عذبٍ ومُرتَشفِ

معنى الزَّمان ومَغنى كُلِّ شاردةٍ

من كُلّ مُتَّفَقٍ فيهِ ومُختَلفِ

إنّي لأَخشى التي تَخشى وإن ذهَبت

نَفسِي فقد ذهَبت جُرثومَةُ السّلفِ

ذرني أُؤَدّي إلى قَومي أَمانَتهُم

ثمّ ارتَهِنِّي وكِلنِي للنَّوى القذَفِ

اللَهَ في حَسبٍ عِدٍّ فإن ذهبَت

أَحسَابُ قومٍ فقد أَشفَوا على التَّلَفِ