مطلت بما أهديته فكأنني

مَطلتَ بما أَهديتَهُ فَكأَنَّني

وَردتُ سَجاياكَ العِذابَ على خِمسِ

وذكَّرتَني بالشّعر ما قد نسيتُهُ

وبعضُ الذي عِندي يُبَلِّدُ أو يُنسي

إذا رمتُ شعراً رمتُ قِرناً مُساوِراً

فأَعجبُ من نفسي وأَفرَقُ مِن طِرسِي

وأَرجُو نَشاطاً والزَّمانُ مكسّلٌ

فَرُوحي منهُ والخواطِرُ في حَبسِ

ولولاك ما زاولت منه كريهةً

قَرعتُ عليها أَو نَزعتُ بِها ضِرسي

وكيفَ وقد أُتحفتُ منكَ بروضَةٍ

تنوّرُ قَلبي حين أُصبح أَو أُمسِي

وَعدتَ بها والأَربعون ثَنِيَّتي

وها أنا قد وفّيتُ خمساً إلى خمسِ

حَنانيكَ من طول المطالِ وشقِّهِ

فقد شابَ من طُول انتظارٍ لها رَأسِي

وأَهدِ بها كُحلاً إلى العَين حالياً

فقد صَدِيت عَيني وقد صَدِيت نفسي

وراجع هوى القبذاقِ فالعيش بُلغَةٌ

وقد تُقطعُ المَوماةُ بالضَّامِر العَنسِ

ويحمد ساري اللّيلِ عاقبةَ السُّرى

صَباحاً ويمحُو اليومُ سَيِّئة الأمسِ